sour

تبعد صور حوالي 83 كلم عن بيروت. ترتفع حوالي 10م عن سطح البحر وتمتد على مساحة تُقدَّر بـ 6.75 كلم². يسكن فيها تبعا لبعض التقديرات حوالي 51000 نسمة.

تاريخ صور 

 ازدهارها

يعود تاريخ تأسيس صور إلى بدايات الالف الثالث ق.م، وكان عصرها الذهبي في غضون الألف الأول قبل الميلاد. ففي حوالي القرن العاشر ق.م قام ملكها حيرام بإنجاز عدد من المشاريع العمرانية، فوصل الجزر ببعضها وردم جزءا ًمن البحر بهدف توسيع رقعة المدينة الساحلية. ثم ما أن تجاوزت حدودها بفضل اقدام تجارها وبحارتها الذين جابوا البحر المتوسط ووصلوا إلى سواحل المحيط الاطلسي، وأسسوا المستعمرات والمحطات التجارية، ومن بينها قرطاجة التي انشؤوها في حوالي العام 815ق.م. فأزدهرت وأثرت بفضل تجارة منتوجاتها ومنتوجات مستعمراتها. وكان البحار ينشرون حضارتهم وثقافتهم أين ما حلوا. ويعود اليهم الفضل في ايصال الابجدية الفينيقية إلى الاغريق من خلال تدوين اخبار قدموس ابن ملك صور. وما يدل على ازدهارها في تلك الفترة وجود العديد من الأثار مثل الجرار الجنائزية والانصاب والمجوهرات المختلفة التي تم العثور عليها في العام 1991 في جبانة المدينة الفينيقية والموجودة حاليا في خزائن مصرف لبنان بانتظار عرضها في اروقة المتحف الوطني.

فترة الاحتلالات

بيد ان ازدهار صور لم يلبث ان جلب اليها المتاعب. ففي القرن السادس قبل الميلاد حاول الملك البابلي نبوخذنصر احتلال المدينة، غير ان اسوارها المنيعة منعته من ذلك، فحاصرها مدة ثلاث عشرة سنة. وفي العام 332ق.م قام الاسكندر الكبير بمحاصرة مدينة صور مدة سبعة أشهر بسبب عدم خضوعها له على غرار المدن الفينيقية الاخرى. ويروى ان غيظ الاسكندر امام المقاومة الصورية وامام الخسائر التي تكبدها دفع بالمقدوني إلى تدمير نصف المدينة البحرية وقتل رجالها وسبي نسائها وأطفالها. بعد مضي نحو ثلاثة قرون على ذلك الحدث خضعت صور للسيطرة الرومانية، على غرار سائر المدن الفينيقية. الا انها تمكنت في تلك الايام بالاحتفاظ بشيئ من الادارة الذاتية، ولاسيما الحق بسك العملة الفضية والبرونزية. وأقيم فيها في العصر الروماني عدد من المنشآت الهامة. وعرفت صور الديانة المسيحية في وقت مبكر وهي التي يرد اسمها في نصوص العهد الجديد[بحاجة لمصدر]. وفي الحكم العصر البيزنطي عرفت صور فترة من الازدهار تشهد عليها اثار ابنيتها ومدافنها وكتاباتها. وكان لاسقفها مركز الرئاسة بين اسقفيات المدن الفينيقية.

فترة حكم المسلمين

في عام 634 دخلت جيوش المسلمين المدينة من دون اية مقاومة تذكر، فتابعت مسيرة ازدهارها في ظل الخلفاء الامويين والعباسيين. غير ان ضعف الخلافة العباسية مكن المدينة من بلوغ شيء من الاستقلال الذاتي في ظل حكم قضاتها من اسرة بني عقيل. وكان من شأن اسوار صور المنيعة ان يؤخر سقوطها على ايدي الصليبيين الذين لم يتمكنوا من احتلالها الا في عام 1124 اي بعد عشر سنوات من سقوط اخر مدينة ساحلية في قبضتهم، وظلت المدينة تحت السيطرة الصليبية حتى عام 1291 حين استولى عليها المماليك. وفي بدايات القرن السادس عشر، دخلت صور كباقي مدن المنطقة في فلك السيطرة العثمانية وبقيت على هذه الحال إلى ان اصبحت جزءا ً من دولة لبنان الكبير غداة الحرب العالمية الاولى.

 

أساطير صوْرية

أسطورة قدموس

قدموس بن فنقيس، ملك فينيقية، واخو اوروبه، التي شغف بها زوس اله الالهة، فتحول إلى ثور ابيض، فحملها على ظهره وذهب بها إلى بلاده. فراح اخوها قدموس يبحث عنها، فاستشار أحد الكهان في بلاد اليونان، فثناه عن البحث وقال : اذهب في طريقك تلتق بقرة، فاتبعها إلى حيث تضطجع، فابن ِ هناك مدينة. فالتقى البقرة، فتبعها، فمشت إلى بويشيه، واضطجعت في مكان هناك،بنى فيه قدموس مدينة طيبة. بعدها أرسل رفقاءه ليجلبوا له ماء من عين قريبة، فسطا عليهم تنين وقتلهم، فقتل قدموس ذلك التنين وزرع اسنانه باشارة من الربة مينرفا فأنبتت رجال حرب اشداء، فاحتال في قتلهم فقتلوا جميعهم الا خمسة منهم. وينسب إلى قدموس اختراع الكتابة وادخال الالف باء إلى بلاد اليونان (1600 ق.م) وقد تزوج هناك بهرمونيا، ابنة الاله اريس والالهة افروديت فولد لها اربعة اولاد. ولكن حياتهما الزوجية كانت محفوفة بالبلايا، فتحولا قبل موتهما إلى حيتين.

أسطورة أوروبا

توله كبير الآلهة زوس ولعا ً بأوربا ابنة آجنور ملك صور، فأشار على رسوله هرمس بأن يسوق ماشية أبيها إلى أحد شواطىء الجزيرة المقدسة "صور" حيث كانت تلعب مع وصيفاتها وإنضم الإله إلى الماشية على صورة ثور ناصع البياض، محلى بقرون تشابه الحجارة الكريمة. وأعجبت الأميرة بجماله الفتان، ولما رأته وديعا ً كالحمل إقتربت منه وأخذت تلاطفه، ثم تغلبت على خوفها وصعدت على كتفه، فأخذ يجري بحمولته الثمينة مبتعدا ً بها إلى وسط البحر، بينما كانت الأميرة الحسناء تنظر إلى الشاطىء وراءها، ممتلئة رعباً. وأرسل آجنور أبناءه للبحث عن شقيقتهم، وسار كل منهم في جهة، فذهب فونقس إلى الغرب وعبر ليبيا حتى وصل إلى قرطاجة فاطلق إسمه على سكانها (الفونيين) ثم رجع إلى كنعان بعد موت آجنور، التي سميت فينيقيا تكريما ً له، بينما حل كيلكس في الأرض التي تسمت بإسمه فيما بعد. أما تاسوس وأتباعه فقد ذهبوا أولا ً إلى أولمبيا في اليونان، حيث نصبوا لهرقل الصوري تمثالا ً من البرونز، ثم تابعوا سيرهم إلى الجزيرة التي حملت فيما بعد اسم تاسوس فجعلوها مستعمرة صورية وأخذوا يستغلون ذهب مناجمها.

وأبحر قدموس إلى رودس وأنشأ فيها هيكلا ً لإله البحر بوزايدون، وأنشأ في ثيرا معبدا ً مماثلا ً وتابع طريقه حتى بلاد الايدوميين حيث إستقبل وجماعته بحفاوة وتابع من هناك سيره على الاقدام إلى دلفي فأمره الوحي الإلهي فيها بالكف عن البحث وأن يتبع بقرة، وينشأ مدينة في المكان الذي تربض فيه.

وساق قدموس البقرة عبر البيوسي حيث توقفت إعياء ً وتعبا ً، فبنى هناك ثيبا وأمر ابن صور رفاقه أن ينحروا البقرة ويقدموها قربانا ً لعشترت وأن يحضروا ماءً من ينابيع آرس إله الحرب، التي يحرسها ثعبان هائل. وكاد الثعبان يقضي على رجال قدموس لو لم يسرع هذا لنجدتهم محطماً رأسه بصخرة.

وللتكفير عن قتل الثعبان فرضت الآلهة على قدموس أن يخدم آرس ثماني سنوات، نال بعدها هرمونيا الأغريقية زوجة له.