Mr. Nazem El Khoury At Baldati

 

ناظم الخوري.. لهيئة حوار رئاسية ترعى الملفات الخلافية

ديانا سكيني - البلد

جامعة وطرقات ومياه

استضافت جمعية بلدتي مستشار رئيس الجمهورية والنائب السابق ناظم الخوري في جلسة حوارية مصغرة ضمت بعض أعضائها الاداريين وحضرتها "صدى البلد". الخوري الذي استعرض مسار المشاريع الانمائية في قضاﺀ جبيل، توقف عند تمسك رئيس الجمهورية باجراﺀ الانتخابات البلدية، طارحا تبديل تسمية "طاولة الحوار" وجعلها "هيئة" ترعى الملفات الخلافية برعاية الرئيس.

ديانا سكيني "إسأل الخبير" هو لقاﺀ دوري تنظمه جمعية بلدتي. اللقاﺀ مصغر يقتصر على أعضاﺀ من الجمعية الذين يحاورون الضيف بهدف تبادل الخبرات ونقل التجربة وتفعيل آليات التواصل بين المسؤول وبين المجتمع المدني بغية تظهير استراتيجية تفعيل الانماﺀ.

حضر النائب ناظم الــخــوري الى مركزالجمعية في أليسار حاملا معه خبرة سنوات من العمل الخدماتي الجبيلي الذي حاول سد ثغرات الانماﺀ الرسمي. استمع الى عرض مسهب من رئيس الجمعية شاكر نون حول مشاريع الجمعية القادمة، قبل ان تسيطر جاذبيته السياسية على مشهداللقاﺀ المحصور بأعضاﺀ الجمعية وحضور "صدى البلد".

يعرف الرجل أن "النيابة لن تقدم له جديدا" بقدر ما ستكرس نمط ممارسة سياسية وخدماتية يعيشها يوميا منذ عقود متوارثة. ممارسة تكرس فعل ايمان درج عليه قاموس السياسة التقليدية، تفتح الباب للناس، تستمع الى شكواهم، تتلقى طلبات التوظيفات وتمحص في الخدمات الممكنة.

دخـــول نــاظــم الــخــوري الــى قصر بعبدا مع الرئيس ميشال سليمان في العام 2009 كمستشار رئاسي سلط الضوﺀ على حراكه حيث باتت خطواته وتصريحاته محط رصــد من الاعــلام لما يرى فيها الاخير تعبيرا عن "جو الرئيس".

هذه الحساسية التي فرضت بعض التغيير التكتيكي في الثابت لدى ناظم الخوري، لم تمنعه من رفع شعار "السياسة مش عيب". هكذا استقال من منصبه كمستشار للرئيس ليترشح الى الانتخابات النيابية الجبيلية صيف العام 2009. انتخابات يرفض حتى اللحظة "الــقــول بانه خاضها باسم الرئيس". يشعر بالامتعاض من اصرار البعض على تظهير هذه الصورة "أنا منخرط بالعمل السياسي منذ سنوات وسبق لي ان كنت نائبا وقــد خضت اكثر من معركة قبل عملي الى جانب الرئيس".من هنا، فان السؤال عما اذا كان "الرئيس سيعيد تجربة الانتخابات النيابية فــي الانــتــخــابــات البلدية القادمة"؟ لا يجد له "مصطلحا تعريفيا لدى المستشار الرئاسي". "فمن قال ان الرئيس انخرط اصــلا في معركة الصيف الــمــاضــي حتى يــســأل عن خوضه انتخابات اخرى"؟ . يكرر يقينه "بحق الفردالمقدس بممارسة السياسة وبــاعــلان استقلاليته عــن التكتلات السياسية الموجودة، هكذاكنت الامس واليوم حيث لم يسبق لي في اي مرحلة ان تبعت حزبا او قوة سياسية ما".

لكن الالحاح الصحافي يصر على السؤال الاستباقي "هــل من معركة بلدية جبيلية قاسية"؟ يجيب "هذا امر طبيعي نظرا لتنوع القوى الموجودة" كما ان العروس الجميلة "عرسانها كتار".

نبقى في الشق الانتخابي، وهذه الــمــرة غــوصــا فــي نظامها النسبي المستجد على الادبيات اللبنانية، وهنا يعبر الخوري عن موقف شخصي "لا الزم به احدا غير نفسي، فانا من مؤيدي اعتماد النسبية على صعيد الانتخابات النيابية بشكل اكبر وهنا ايضا لا اجد ريبا في ان تطبق على لبنان كدائرة واحــدة وبهذا نكون على درب ولادة نظام حزبي نصل من خلاله الى مرحلة تنحصر فيها المعركة بـثلاثة احزاب عابرة للطوائف على سبيل المثال".

أما الدواﺀ لمحاذير تطبيق النسبية في البلديات، فينتظر آلية التطبيق المرتقبة.

ولكن هل سيقر مشروع القانون في مجلس النواب وهل من يريد فعلا انتخابات بلدية؟

يجيب "لا شك أن مثابرة رئيس الجمهورية على طــرح الموضوع كان لها الفضل الكبير في التوافق السياسي الــذي حصل على تبني النسبية في مجلس، الوزراﺀ الرئيس متشدد جدا حيال اجراﺀ الانتخابات البلدية، وهذا بكل صراحة ما جعل البعض يعيد النظر في مواقفه".

وتبقى الادارة بالنسبة للخوري "سر" الداﺀ فاذا لم تتحرك "دينامية الادارة الاصــلاحــيــة فــكــل اصــلاح يتم الحديث عنه هو مجرد سراب، ببساطة لأن الادارة هــي مدخل الاصــلاح، وتفعيل هرمية كيانات المحاسبة والرقابة فيها من مجلس الخدمة المدنية الى ديوان المحاسبة والتفتيش المركزي من شأنه أن يوصل الاشــخــاص الكفوئين الى الادارة "مشددا على" موقف الرئيس الداعي الى ابقاﺀ التعيينات من قلب الادارة بحيث تتم ترقية المستحق "والــكــفــوﺀ ومضيفا" احــيــانــا نفكر بالاستعانة بموظفين من الخارج ولا نفكر بالرواتب التي سيتقاضونها أو بالظلم الذي سيلحق بالموظف الذي مضى وقت طويل على عطاﺀه وبذله في المؤسسة". ويخلص الخوري الى ان" من يفشل النهج الاصلاحي سيدفع البلد الى تسديد الثمن".

الخوري الذي كلف بالاعداد لطاولة الحوار الرئاسية، يملك رؤية تشي بضرورة انشاﺀ هيئة دائمة ترعى الحوار وليس مجرد طاولة. لماذا؟

"بكل بساطة بدأنا نرصد في الآونة الاخيرة تفاعل المسائل الخلافية في الداخل ما ان يتم طرحها من قبل مسؤول ما وفي توقيت ما، هكذا سبب طرح الرئيس نبيه بري المحق بانشاﺀ هيئة وطنية للشروع بدراسة كيفية الغاﺀ الطائفية السياسية الــذي نص عليه الطائف عاصفة سياسية، تماما كما هو الامر بالنسبة الى ملفات خلافية اخــرى مرتبطة بالطائف، من هنا اقتراحي بأن يتم تحويل كل هذه الملفات الخلافية الــى هيئة دائــمــة للحوار يرعاها ويرأسها رئيس الجمهورية، الأمر الذي يسهل التعامل معها وادارة الــخــلاف حولها بروحية الرئيس الــتــوافــقــيــة الــتــي تنسج الحلول للازمات".

وإن صوبت البوصلة نحو، الانماﺀ فان حنين الرجل يمنعه من تقديم هويته الانمائية دون الــعــودة الى الماضي، ماضي الحرب الاهلية، حيث كان خريج الجامعة الاميركية يجهد لادخــال المنهاج الانغلوساكسوني الى المناطق المسيحية لما فيه من مبادرة الى زرع حرية التفكير وحس النقد لدى الاجيال، قبل ان يوفق مع الرهبنة المريمية بالمساهمة في افتتاح اول جامعة تدرس بالانكليزية في جبيل، فتجسدت تجربة التقريب بين الكاثوليكية اللبنانية والمنهاج الانغلوساكسوني عبر جامعة سيدة اللويزة، ومــن ثم الجامعة اللبنانية الأميركية التي افتتحت حرمها في جبيل.

اهــتــمــامــات مــمــاثــلــة "شغلت ســنــي عـــمـــري". هــكــذا شــغــل اســم إمتنع عن الترشح للانتخابات النيابية تضامنً ا مع مبدأ المقاطعة الذي كان سائدً ا آنذاك.

خــاض الانتخابات النيابية في جبيل على لائحة "الوعي الجبيلي، خــســر فيها فــتــقــدّم بطعن لــدى المجلس الدستوري.

ترشح للانتخابات النيابية وفاز عــن المقعد الــمــارونــي فــي قضاﺀ جبيل عيّن المستشار السياسي الأول لرئيس الجمهورية حيث نسق الحوار الوطني لرؤساﺀ الطوائف، إضافة إلى طاولة الحوار الوطني.

الرجل عضوية عشرات المنظمات والمؤسسات المعنية بالشق التربوي والتنموي والمدني، من عضو مؤسس لمجلس أمناﺀ جامعة سيدة اللويزة، الى عضو مجلس أمناﺀ الجامعة اللبنانية الأميركية (1977 حتى) 2003، ناهيك عن عضويته في كل من مجلس إدارة مؤسسة "كاريتاس لبنان" و "اللجنة المركزية للصليب الأحمر اللبناني" و "المجلس العام الماروني" و "الاتحاد العالمي لجمعية الشبان المسيحية "وغيرها...

وان سألت إبــن المرحوم شهيد الـــخـــوري (أحــــد مــؤســســي الكتلة الدستورية في لبنان ونائب جبيل في البرلمان اللبناني) عن مفاضلة بين منصب نيابي وآخر استشاري رئاسي اتاك الجواب "أنا اليوم أقوم بمهام الوظيفتين معاً"! .

Reference: Albaladonline.com

http://www.albaladonline.com/html/story.php?sid=95444