عين إبل تفاوض متحف اللوفر وتستعيد منه تحفة أثرية

تحفة عين إبل الاثرية  وصدى وصولها الى عين ابل  على صفحات الصحافة  اللبنانية

  تحت عنوان  "عين ابل تفاوض اللوفر وتستعيد نسخة عن تحفة أثرية " كتب داني الأمين في جريدة الاخبار العدد ١٥٦٥ الجمعة ١٨ تشرين الثاني ٢٠١١

المنحوتة في عين أبل بعد ان ارسلها متحف اللوفر.  في القرن التاسع عشر مر الرحالة الفرنسي رينان في بلدة عين ابل الجنوبية. أعجبته منحوتة أثرية. (...)

| تعمل بلدية عين ابل، في قضاء بنت جبيل، جاهدة للبحث عن المكان المناسب لاقامة مجسّم خاص داخل البلدة تعرض عليه نسخة طبق الاصل لمنحوتة أثرية تمكّنت البلدية من استعادتها من متحف اللوفر في باريس. المتحف الفرنسي العريق كان قد حصل على القطعة الاثرية في القرن التاسع عشر، عندما عمد المؤرخ الفرنسي أرنست رينان الى انتزاعها من أحد المواقع الأثرية في البلدة في العام 1860 أثناء جولة له في المناطق اللبنانية ليكتب «بعثة في فينيقيا» التي أرخ فيها المواقع الاثرية والتاريخية التي زارها.
ويوضح رئيس البلدية فاروق بركات ذياب أن رينان اكتشف أثناء جولته في عين ابل «صخرة كبيرة تعود الى العصر الروماني منحوت عليها صورة الالهين أبولون (..)، وديانا (...) مع سهمين وثورين تتوسطهما شجرة نخيل، فعمد الى قصّ الصخرة ونقلها معه الى باريس». وكتب رينان في الصفحة 676 من دراسته عن معبد الدوير أن «حجارة المعبد ضخمة. بين الانقاض حجر كبير شبه مربع وتبرز على إحدى جهاته منحوتة غريبة مع كتابة. عرض علي البناؤون المسيحيون في قرية عين ابل قبل ان يفصلوا الواجهة المنحوتة في الصخر لكي تصبح رفيعة مما يسمح بنقلها على جمل حتى صور. وبالفعل اتموا هاتين المهمتين الصعبتين بكثير من الجدارة، وباتت المنحوتة الآن في اللوفر، وأعتقد أنها اغرب العيّنات عن طقوس العبادة السورية. ويمكن قراءة الكتابة عليها بصعوبة(...) وأوضح دياب أن (...)  بدأت عملية البحث عن المنحوتة بالاستعانة بأحد أبناء البلدة يوسف خريش (...)، وقد استعان بدوره بابن عمه يوسف خليل خريش الموجود في فرنسا. (...)  واستمرت المفاوضات مع إدارة المتحف منذ العام 2003، الى أن أقرّ المعنيون هناك بمشروعية (...) ملكية المنحوتة الرومانية، لكنها بينت أن القانون الفرنسي لا يسمح باسترداد أي قطعة أثرية مضى على وجودها في فرنسا أكثر من 70 عاماً، لذلك قرّرت الادارة نحت مجسّم شبيه (طبق الأصل) عن الصخرة المسروقة، وإرسالها ».
وقد تسلّم رئيس البلدية اللوحة الصخرية عبر ماري كلود بيطار من مؤسسة «بروموريون» في 22 الشهر الماضي، أي بعد أكثر من 151 سنة من سرقة اللوحة الأصلية، وبعد نحو 9 سنوات من المفاوضات مع المتحف الباريسي. وقد عمدت البلدية الى ايداع اللوحة في قاعة البلدية تمهيداً لنقلها الى مكان لائق في البلدة بعد الاستعانة بمهندسين متخصصين. وقد عبّر ابناء البلدة عن سعادتهم بإنجاز البلدية الذي يعدّ انجازاً تاريخياً يحتذى من جميع البلديات لاستعادة آثارها المسروقة.
يذكر أن الصخرة المسروقة كانت في محلّة الدوير في عين ابل، وهي منطقة أثرية نُهبت على مراحل عدة، منذ حكم جمال باشا الجزار وحتى الاحتلال الاسرائيلي. علماً أن منطقة بنت جبيل غنية بالآثارات التي يعود بعضها الى أيام الكنعانيين، وقد تعرّضت أثناء الاحتلال الاسرائيلي لعمليات سرقة منظمة، فنبش الكثير من الأماكن الأثرية ونُهبت كميات كبيرة من النواويس والتحف الأثرية، وبعضها من الذهب الخالص، بحسب العديد من أبناء المنطقة، وبيعت الى جهات مجهولة