ميلير: المراقبة الاوروبية ستكون حيادية ومستقلة
قبل اسبوعين تقريبا، في 26 شباط الماضي، اقر مجلس الوزراء مرسوما ينظم المواكبة الدولية للانتخابات النيابية. وعشية تلك الجلسة، رحب وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ رسميا بمواكبة الاتحاد الاوروبي للاستحقاق الانتخابي، وذلك خلال مشاركته في الاجتماع الرابع لمجلس الشراكة اللبنانية - الاوروبية في مقر المفوضية الاوروبية في بروكسيل، في حضور وزير الخارجية التشيكي كارل شورزنبرغ والممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامن المشارك للاتحاد خافيير سولانا ومفوضة العلاقات الخارجية بينيتا فيريرو - فالدنر.
وبالتزامن مع الحدثين، كانت بعثة استشكافية اوروبية تزور بيروت، وتجول مدى اسبوع على ابرز المعنيين بالانتخابات النيابية، من منظمين وسياسيين وامنيين وجهات دولية. وضمت البعثة نائب رئيس بعثة المفوضية في بيروت مايكل ميلير، وموفدين من المديرية العامة للعلاقات الخارجية في المفوضية الاوروبية في بروكسيل. وستقدم البعثة تقريرا الى فيريرو - فالدنر، لكي تتخذ قرارا نهائيا بالمشاركة الاوروبية في مراقبة العملية الانتخابية، علما ان مفوضة الشؤون الخارجية كانت عرضت المساهمة الاوروبية على رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في تشرين الثاني الماضي. وفي انتظار صدور الاعلان الاوروبي الرسمي بالمشاركة، وهو ما يتوقعه المراقبون، التقت "النهار" مايكل ميلير، للاطلاع على انطباعات البعثة الاوروبية، وتصور المفوضية الاوروبية لعملية المراقبة التي سيشارك فيها نحو 100 موفد أوروبي يتحدرون من دول عدة.
يوضح ميلير ان "الهدف من جولة البعثة على مختلف اللاعبين المؤثرين في الانتخابات النيابية كان الاستماع الى آرائهم في ثلاث نقاط رئيسية: هل نشر فريق مراقبين اوروبيين ممكن ومناسب؟ هل هو مفيد؟ وهل ينصحون بذلك، نظرا الى العاملين الامني واللوجيستي خصوصا؟".
وكانت الجولة شاملة، اذ تضمنت لقاءات مع هيئات معنية بتنظيم الانتخابات، واطراف سياسيين يخوضون المعركة، الى زيارات ميدانية واجتماعات مع جهات امنية ودولية. على مستوى الهيئات المنظمة اولا، التقت البعثة مسؤولين في وزارات الداخلية والخارجية والعدل، وكذلك في اللجنة المشرفة على الحملة الانتخابية (وهي تابعة للداخلية) والمجلس الدستوري والمجلس الاعلى للاعلام.
اما الجولة على السياسيين فشملت "تيار المستقبل" و"حزب الله" والحزب التقدمي الاشتراكي والكتائب و"القوات اللبنانية" وحركة "امل" والامانة العامة لقوى 14 اذار و"التيار الوطني الحر" وحزب الطاشناق والحزب السوري القومي الاجتماعي.
وميدانيا، تفقد الوفد مناطق عدة، منها المتن والبقاع الغربي - راشيا وجنوب لبنان، كما التقى ممثل الامين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامس، ومسؤولين في "اليونيفيل" وقوى الامن الداخلي والجيش.
اذ يفضل ميلير عدم الخوض في تفاصيل لقاءات البعثة، وانطباعاتها التي ستوردها في تقرير تقدمه الى فيريرو-فالدنر، يشير الى بعض النقاط:
- كان لافتا ترحيب كل الافرقاء بمبدأ المراقبة الاوروبية، علما ان القرار النهائي لم تتخذه اوروبا بعد. وشدد الجميع على اهمية هذه المراقبة، التي تمنح العملية الاقتراعية صدقية كبيرة. ويشير الى ان المراقبين سيكونون صريحين، ولن يخفوا انتقاداتهم اذا لاحظوا ما يستحق الانتقاد.
- شددت كل اللقاءات على اهمية ان تكون المراقبة "حيادية".
- اعرب الاطراف عن قلقهم حيال بعض الجوانب، ومنها عوامل مرتبطة بالحملة الانتخابية، مثل طريقة احتساب التكلفة والانفاق. وكان لافتا وجود الانتظارات نفسها لدى الجميع.
ويشدد ميلير على ان البعثة لم تأت لتقدم نصائح، بل لتستمع الى آراء السلطات والسياسيين في لبنان حيال المشاركة الاوروبية في مراقبة الانتخابات.
ثلاث مراحل
وتشمل عملية المراقبة ثلاث مراحل، كما يوضح ميلير. فبداية، يصل "الفريق الاساسي" في منتصف نيسان 2009. وهو يضم عشرة اشخاص تقريبا ومهمته تأمين مكاتب العمل واماكن السكن للمراقبين، والاطلاع عن كثب على القوانين والاجراءات اللبنانية المتعلقة بالانتخابات.
وفي مرحلة ثانية، يصل "مراقبون لأجل طويل"، وعددهم نحو 30. واخيرا، يصل "مراقبون لأجل قصير"، وهم نحو 60 ينضمون الى من سبقهم، فيصبح المجموع نحو مئة مراقب اوروبي يراقبون جميعهم اليوم الانتخابي. ويشدد ميلير على ان المراقبة لا تقتصر على اليوم الانتخابي، بل تشمل المرحلة التي تسبقه. فالمراقبون الاوروبيون الذين سيصلون تباعا بدءاً من منتصف نيسان، سيقوّمون طريقة ادارة الدولة للعملية الانتخابية. الا انهم سيتحدثون ايضا الى المرشحين والى المواطنين، وسيراقبون أمورا عدة، منها مثلا الحملات الاعلامية، وتمويل الحملات الانتخابية.
وهل سيتمكن الموفدون من مراقبة كل المناطق؟ وهل سيسمَح لهم بالقيام بعملهم اينما يشاؤون؟ يجيب ميلير: "لا نتوقع اي مشكلة او صعوبة".
حياديون ومستقلون
كيف يتمكن 100 مراقب، وهو عدد صغير، من مراقبة انتخابات تجرى للمرة الاولى على مستوى لبنان كله؟ يجيب ميلير بانه يوم الانتخاب، سيتوزع المراقبون على عينة احصائية من مراكز الاقتراع، قد تشمل نحو الف مركز. واذ يلفت الى ان لبنان بلد صغير، مشيرا الى ان عددا مماثلا من الموفدين شارك في مراقبة انتخابات في دول اوسع بكثير. وهل سينسق المراقبون الاوروبيون مع هيئات دولية او محلية اخرى ستشارك هي ايضا في المراقبة؟ يقول: "قد نلتقي الهيئات الاخرى، لكننا حياديون ومستقلون كليا.
رلى بيضون النهار 12-3-2009