اكتشاف فسيفساء بيزنطية في جبيل
عرضها 23 متراً وتشكّل الأرضية لمبنى ضخم
اكتشاف فسيفساء بيزنطية في جبيل
المدينة الاقدم في التاريخ لا تزال تدهش بمخزونها الاثري والاكتشافات الضخمة التي تظهر فيها وتدل على عراقتها واهميتها التاريخية. ففي قلب مدينة جبيل المدرجة في لائحة التراث العالمي تم اكتشاف قطعة ضخمة من الفسيفساء البيزنطية تشكل الارضية لمبنى كبير لم تحدد ماهيته بعد، وظهر منها حتى الآن 23 متراً.
ففي اطار استكمال المرحلة الثانية من مشروع الارث الثقافي الذي يقوم به مجلس الانماء والاعمار بتمويل من البنك الدولي في 4 مدن تراثية لبنانية، اثناء اقامة الحفريات للنبى التحتية والتمديدات الصحية قرب سرايا جبيل ظهرت اجزاء من الموزاييك على عمق يناهز المتر فاوقفت خبيرة الآثار لانا شحادة الاشغال فوراً. وفي اتصال مع "النهار" اوضحت المسؤولة عن الحفريات في منطقة جبل لبنان الشمالي في المديرية العامة للآثار تانيا زافين ان ثمة اتفاقاً منذ بدء المشروع على ان يواكب الاشغال والحفريات خبير اثري من المديرية لان جبيل مدينة مصنفة ومدرجة في لائحة التراث العالمي. وهكذا منذ اللحظة الاولى لاكتشاف الفسيفساء اشرفنا على الاعمال التي جرت بتأن على طول القناة وراقبناها وواكبناها. وبعد الكشف على نحو 23 متراً منها اوقفنا العمل. ولتبيان امتداداتها اجرينا ثلاثة اسبار، منها اثنان قرب "بنك بيبلوس" وتبين وجود امتداد لمبنى الموزاييك ذاته، وآخر قرب السرايا وظهرت فيه اعمدة على عمق 40 سنتيمتراً من الطريق. وهذا ما يشير الى ان المنطقة تحوي مخزوناً اثرياً مهماً من الحقبة البيزنطية، وان لهذه الفسيفساء امتدادات تحت السرايا والمباني المجاورة".
تمتد الفسيفساء على عرض 23 متراً، تشكل الجزء الذي ظهر حتى الآن من عرض المعلم المكتشف الذي يعتقد انه مبنى ضخم ستكشف الدراسات اللاحقة ماهيته واهميته ويتراوح طوله بين 30 و40 متراً، وتتكون من حصى صغيرة بيضاء اللون، وتتضمن كتابات وخطين رماديين على جوانبها وهي في حالة حفظ لا بأس بها، وتعود الى الحقبة البيزنطية التي تمتد بين اواخر القرن الرابع واواخر القرن السابع.
منذ يومين توقفت الاعمال كلياً وتم تغطية الفسيفساء بالنايلون لحمايتها.
واوضح مدير الحفريات في مديرية الآثار اسعد سيف ان اجتماعاً قريباً سيعقد بين المسؤولين في مديرية الآثار ومجلس الانماء والاعمار لدرس الوضع واعتماد الطريقة الافضل لاستكمال المشروع وربما تحويل وجهة التمديدات والمجارير الصحية، والمحافظة من ناحية اخرى على هذا الكنز الاثري والتاريخي الكبير في مدينة الحرف والتاريخ.
النهار- مي عبود ابي عقل