السلطة في الانظمة الديمقراطية اساسها المواطن
ان عمليّة اختيار ممثلين واعطائهم الوكالة لمدة اربع سنوات اتية، تدفع بكل مواطن ان يعي الدور المهم الذي عليه ان يلعبه والمسوؤلية الكبيرة الملقاة على عاتقه .
من هنا، كان لنا وقفة امام المشاركة في النظام الديمقراطي عن طريق الاقتراع لايصال النواب الى المجلس النيابي .
وتشتمل هذه خطوة على امور كثيرة، يبدأ اهمّها بتسجيل المواطنين على لوائح الناخبين والادلاء بأصواتهم يوم الانتخابات. كما انّ المشاركة في العملية الانتخابية ايضا تقوم على تنظيم الحملات الانتخابية للمرشحين والعمل كمراقبين مستقلين ضمن هئيات المجتمع المدني المحلي او ضمن المنظمات الدولية التي تعمل على مراقبة الانتخابات ومدى مراعاتها للمعايير الدوليّة.
ويجدر بنا الذكرّ، انّ الانتخابات النيابيّة انما هي نقطة انطلاق لبناء مجتمع قائم على نظام ديمقراطي حقيقيّ. ولكن اجراء هذه الانتخابات دون احترام روحيّة العمليّة الانتخابية والمعايير المتبعة انما هو من اسوأ الامور وبالتالي يمكن ان تؤدي الى ايصال الكثيرين الى السلطة دون ان يتمتعوا بالحس التمثيلي والمسوؤلية الضرورية وهم على كرسي القيادة.
وبالتالي ان المواطن انطلاقا من حسّه بالمواطنية مدعو الى المشاركة في عملية الانتخاب ، فالاحجام عن هذه المشاركة يمنح الممثلين في اغلب الاحيان سلطة غير خاضعة للمساءلة والمحاسبة، مما قد يدفع ايضا الى سوء استخدام السلطة واتباع نهج استبداي.
وانطلاقا من هنا ، تقوم مسؤولية المواطنين على تذكير ممثليهم باستمرار ان السلطة تنجم عن العملية الانتخابية التي ترتكز على المواطنين بها انفسهم اولا واخيرا.