زينة خليل -
إتخذتها شعوب الحضارات القديمة محطة أولى في رحلاتها الدينيّة والتجاريّة حيث ظهرت
منذ أوائل عهود الحضارة الكنعانية كمحطة تجارية تربط مدن الساحل اللبناني وخصوصاً العاصمة بيروت بالداخل البابلي والأشوري والأموي.
إنها الكحاله... ( كلمة سريانية مؤلفة من فعل واسم وضمير متصل وتعني باللغة العربيّة بحسب
بعض من الباحثين والمؤرخين والكتاب " نفحة إيل" أو " نفس إيل").
وبلدة الكحاله ذكرها الخوري إسطفان البشعلاني العام 1933 قائلاً:" قد أعجبت بموقعها وخصب أرضها وطيب قلوب أهلها"...
وهي تقع على سفح جبل منحدر يتراوح معدل إرتفاعه عن سطح البحر ما بين 300 و800 متراً، وتبعد حوالي 13 كلم عن العاصمة بيروت
وهي أيضاً تتبع قضاء عاليه في محافظة جبل لبنان.
وتتميز الكحاله بتربتها المتنوعة فمنها التربة الكلسية والشحارية والحمراء والرميله التي أدت الى تنوع المزروعات والتي تصدرت الأسواق اللبنانية
في الحقبات السالفة نذكر منها زراعة أشجار التوت الذي شكل المصدر الأول في الكحاله في الفترة الممتدة من القرن السادس عشر حتى أوائل القرن العشرين ...
وبعد هذه المرحلة أهملت الزراعة في منطقة الكحاله إبان الحرب العالمية الأولى، والجدير ذكره الى أن زراعة الزيتون نشطت
في أواخر القرن التاسع عشر إضافة الى قطفه وصناعة الزيت والصابون والزيتون" البلدي" الأخصر والأسود...
وفي الكحاله أيضاً كانت تزرع بكثافة الحنطة والذرة والملفوف والكوسا والخيار والبندورة...
وقد سكن الكحاله الموارنة وهجروها في عهد المماليك وعادوا إليها في بداية القرن السادس عشر فعمروها
من جديد مصممين إلى العودة لأن هذه المنطقة مميزة بمماخها الوسطي ...
وبعد عودتهم الى الكحاله، أعادوا بناء الكنائس فيها نذكر منها كنيسة القديس الياس الواقعة على شير
صخري ذات مذبح واحد خشبي يعلوه بيت القربان وكنيسة القديس أنطونيوس البدواني التي استغرقت أعمال
عمارها من العام 1928 الى العام 1932 كما أنجز العام 1952 بناء مزار للـ"سيدة العذراء" وكابيلا القديس
شربل العام 1973 كما شيد اضافة الى هذه الكنائس دير على اسم الـ" سيدة العذراء مريم أم المعونة" ودشنت العام 1967.