هكذا مشى الإنسان القديم
عُثر على بقايا آثار أقدام لإنسان يعود تاريخها لـ1.5مليون سنة، وذلك في جوار منطقة أليرت شمال كينيا. ويرجح العلماء أن هذه الآثار تعود إلى الإنسان القديم المعروف بـ homo erectus، الذي سبق وعُثر على بقايا له ترجع للفترة الزمنية نفسها في كل من كينيا وتنزانيا وجنوب أفريقيا. وهو أول إنسان شابه في بنيته الإنسان الحالي من حيث قصر الذراعين بالمقارنة مع الرجلين.
إلا أن أهمية آثار الأقدام المكتشفة أخيراً تتعلق بالمعلومات التي يمكن استخلاصها عن التركيب العضوي للقدم.
وجدت بقايا آثار الأقدام محفوظة في طبقات الصخور الرسوبية في تلك المنطقة. وما يميزها عن غيرها من المتحجرات التي عثر عليها سابقاً، أنها تحوي معلومات عن الأنسجة الناعمة التي تكوّنت منها القدم. إذ إنه من النادر العثور على آثار تحوي عظام الأقدام لأن الأخيرة تكون مكسوة باللحم وتمثّل وجبة غذائية للحيوانات المفترسة. وقدمت هذه البقايا دليلاً على امتلاك الإنسان القديم أقداماً متطورة عضوياً كالتي نمتلكها حالياً. وقد تمكنت مجموعة من الباحثين في كلية رتجرز للآثار في جامعة نيوجيرسي، عبر مقارنة البقايا الأثرية بالقدم الحالية للإنسان، من استنتاج بعض الخصائص المتعلقة ببنية الإنسان القديم وطريقة مشيه وسرعة تنقله، فقد أظهرت العينات التي وجدت أن إصبع القدم الكبير متقارب مع الأصابع الأخرى، خلافاً لأقدام القردة حيث هناك مسافة بينها تسمح بتسلق الأشجار والتعلق بالأغصان، كما أن الحجم الصغير للأصابع ووجود انحناءة في قوس القدم يدل على بنية مستقيمة وقدرة على المشي على قدمين. يُضاف إلى ذلك أن أحجام الآثار المتكوّنة في الصخر ومساحتها وعمقها دلّت على أن الوزن والسرعة في المشي يقعان ضمن المدى المتعارف عليه لدى الإنسان الحالي. وقد خمّن العلماء أن يكون طول الإنسان الذي تعود إليه هذه الآثار 1.75 م.
أمل عبد الله