الوزير المؤمن
أراد أحد الملوك أن يتخلص من وزيره المؤمن دون أن يتهمه
أحد بالظلم أو بالشر لأن هذا الوزير مشهود له من الجميع
بالأمانة وخدمته للآخرين. ففتش في دفاتره فلم يجد فيها أي خطأ
يستحق عليه الوزير العقاب. فأشار عليه وزير وثنى أن يسأله ثلاثة
أسئلة ليجيب عنها وإذا لم يستطيع يطرده .
وفعلاً استدعى الملك وزيره المؤمن وسأله هذه الأسئلة:-
1- من قبل الله ؟
2- الله جالس في أي مكان في السماء ؟
3- الله عندما ينظر إلى الأمام هل يرى الخلف ؟
فاحتار الوزير وطلب من الملك مهله 3 أيام وجلس في بيته حزينًا شارد الفكر
وأغلق حجرته عليه دون أكل وجاءت إليه ابنته لتسأله عن سبب حزنه فأخبرها عن السبب . فقالت له ابنته خذني إلى الملك وأنا أجيب لك عنها ولا تخف لأن الله معنا.
فذهب الوزير وابنته إلى الملك وقال هذه الأسئلة سهله وبسيطة حتى أن ابنتي
الصغيرة تستطيع أن تجيب عليها بسهوله
وتقدمت الفتاه إلى الملك وقالت إليك :-
إجابة السؤال الأول : من قبل الله ؟
أرجو منك أن تعد من 1 إلى 10 فعد الملك فطلبت منه تكرار العد من 1 إلى 10 .
فعد الملك ثم كررت الطلب مره ثالثة فتضايق الملك لكنه عدهم فسألته ماذا يوجد
قبل الواحد فأجاب الملك لا يوجد شيء فقالت وهكذا لا يوجد شيء قبل الله.
ثم قالت إليك إجابة السؤال الثاني : أين يجلس الله في السماء؟
أحضر لي كوب ماء وضع فيه ملعقة سكر وذوبها جيداً ففعل الملك كما طلبت.
فسألته أين السكر؟ فأجاب قد ذاب في كوب الماء كله فقالت له : هكذا الله يوجد
في كل مكان مثل السكر المذاب في الماء.
ثم قالت إليك إجابة السؤال الثالث والأخير: الله عندما ينظر إلى الأمام
هل يرى الخلف؟
قالت احضر لي شمعة وضعها في منتصف المائدة واحضر نار لتوقد بها الشمعة.
وعندما أوقد الملك الشمعة قالت له : أين أضاءت الشمعة في الأمام أو في الخلف؟
فقال الملك لا يوجد أين؟ إنما الشمعة أضاءت كل المكان.
فقالت له هكذا يضئ الله المكان كله وليس له أمام أو خلف.
فنظر إليها الملك وتعجب وقام بتكريم والدها.
إن الله معنا دائماً في قلوبنا لينير لنا الطريق ويعطينا الحكمة لنجاوب كل من يسألنا عن سبب الرجاء الذي فينا.