كارلوس حلو يحلّق عالياً

بعد نحو شهرين على تقريرها السنوي الذي وضعت فيه المكسيكي كارلوس سليم حلو في المرتبة الثالثة في لائحة أغنى أغنياء العالم. عادت مجلة «فوربس» العالمية وأعلنت على موقعها الأسبوع الماضي، أن حلو أصبح ثاني أغنى رجل في العالم،خلف بيل غيتس المتربع على اللقب منذ 13 عاماً من دون انقطاع. لكن الرقم القياسي الآخر هو سرعة نمو ثروة كارلوس حلو: 7،4 مليارات دولار أميركي 2003 في المرتبة 35 من اللائحة. 13،9 مليار دولار أميركي 2004 والمرتبة 17 و23،8 ملياراً والمرتبة الرابعة.
الأسبوع الماضي، تخطت ثروة حلو التي ارتفعت إلى 53،1 مليار دولار أميركي ثروة الأميركي وارين بيفيت المقدرة بنحو 52،4 ملياراً. وهي زادت 4 مليارات خلال الشهرين الأخيرين، وأكثر من 20 مليار دولار أميركي في 14 شهراً.
ولد كارلوس ابن جوليان سليم حداد ولندا حلو عام 1940. وهو الخامس في عائلة من ستة أولاد. كان جوليان الأب قد وصل من لبنان إلى المكسيك برفقة والده وشقيقين عام 1902. انتقلوا إلى مدينة مكسيكو عام 1911، وأسسوا متجراً لبيع الأدوات المنزلية سمّوه «نجمة الشرق». وسرعان ما انفجرت الثورة المكسيكية الكبيرة.
وبدأ الناس يغادرون العاصمة. فشرع جدّه باستعمال أمواله لشراء أراض وشقق. وكان الجد يقول إن الأسعار منخفضة، والأراضي والشقق باقية في مكسيكو ولن تغادرها».
فور تخرجه مهندساً في أواسط السبعينيّات، أسس كارلوس سْليم شركتين، واحدة تعمل في قطاع البناء وأخرى في البورصة، وعلى طريق جده تحوّل خبيراً في اغتنام الفرص. اشترى معملاً لإنتاج علب السجائر، وبعد سنتين تملّك أول شركة تبغ في المكسيك. في الثمانينيّات، صار على رأس أكبر شركة تأمين ونائب رئيس البورصة. لكن حياته عرفت نقلة نوعية عندما نجح خلال موجة استخصاص الاقتصاد أيام رئاسة كارلوس ساليناس مع شريكيه «بيل الأميركية وفرانس كابل»، في الحصول على شركة التلفون «تليمكس».
كارلوس حلو أغنى رجل في أميركا اللاتينية منذ سنوات. هو أيضاً الرجل الأول في قطاع المواصلات. تليمكس تتحكم بـ90 في المئة من الخطوط الهاتفية الثابتة في المكسيك.
وأميركا موفيل التي يملكها، هي أكبر شركة تشغيل للهواتف الخلوية في أميركا اللاتينية. وتعدّ من اللاعبين الكبار في الولايات المتحدة نفسها.
يتحاشى سْليم الحديث بالإنكليزية التي يتقنها في المناسبات العامة. ويتهكم على «مقلدي الأميركان». ويهاجم دائماً «سياسات صندوق النقد الدولي التي أوصلت أميركا اللاتينية إلى الإفلاس».

عن جريدة الأخبار