مجلس الجنوب أسئلة واستفسارات
- ساد في «المجلس» منطق الزبائنية والميليشياوية في سلوك القيمين عليه
- لم يعتمد المجلس معايير واضحة ولا مبررات منطقية فهو المقاول والملتزم والمنفّذ
- لطالما قص القيمون على مجلس الجنوب شرائط الافتتاح الملوّنة للمشاريع ذاتها.
في البداية لا بد أن نعترف أن الغاية الأساسية من تأسيس مجلس الجنوب نبيلة كونها تهدف إلى التدخل المباشر من أجل رفع الظلم والمعاناة عن أهالي العرقوب تحديداً وذلك عند مطلع السبعينات حيث كان العرقوب وحده ساحة مواجهة حقيقية مع العدو الإسرائيلي .
إلا أنه ومنذ ذلك الحين بدأ مجلس الجنوب ينحرف عن دوره الحقيقي في تأمين الخدمات ودفع التعويضات، وبدأ يسود المنطق الزبائني والميليشياوي في سلوك القيمين على المجلس والذين تعاقبوا على إدارته ، حيث لا يوجد معايير واضحة ولا مبررات منطقية للكثير من المشاريع ، إلا أنها مشاريع استنسابية غير خاضعة لأي منطق إلا منطق المكاسب وعائدات المشاريع والحصص حيث المجلس وحده يقرر المشاريع ويلزمها وينفذها ويستلمها من ذاته دون أي سلطة رقابية ولا حتى رقابة داخلية. وحين الحديث عن مجلس الجنوب تتزاحم أمامك الأمور ولا تعد تعرف من أين تبدأ ولا أين تنتهي.
المقرّبون أولى بالمساعدات؟!
هل تبدأ من حرمان قرى الجنوب عامة والعرقوب على وجه الخصوص حيث الحق الطبيعي في التعويضات عن كل فترة الإحتلال الإسرائيلي أسوة بإصحاب الحظ من أهل القرى المقربة من حركة أمل، حيث تجد في القرية الواحدة ظلماً وعدم مساواة في التقديمات، ناهيك أن غير المقربين لا يستفيدون ولا يتقاضون أي نوع من التعويضات.
أم تبدأ من جلسة بنت جبيل الشهيرة بعد التحرير عام 2000 حيث إجتمع نواب الأمة وأذاعوا وعودهم للأهالي بمستقبل واعد ومشاريع زاهرة وإعفاءات من الرسوم والضرائب ، فأين مجلس الجنوب من كل ذلك، وكأن نواب الأمة لم يسلكوا طريق النبطية مرجعيون _ حاصبيا بعد، أو أنهم لا يسمعون شكاوى المزارعين من أزمة تصريف إنتاجهم من الزيت أو أن الذين إجتمعوا في بنت جبيل لا يعرفون أن أهالي الجنوب يرزحون تحت وطأة فواتير الكهرباء والإستشفاء.
أين إنصاف الشهداء والقرى؟!
نعم، مجلس الجنوب ما هو إلا حالة قهرية لأبناء الجنوب، فهو لم ينصف كل الأسرى ولا كل الشهداء ولا كل المتضررين ولم ينصف كل البلدات ولا كل العائلات، لا بل سجل في سجلات المجلس أسماء لأسرى وشهداء وهميين ودفع تعويضات لأسر وفروع الأسر دون وجه حق.
من ينسى احتفال الجنوب ولبنان وبحضور رئيس الجمهورية السابق بمشروع ضخ المياه من نبع الوزاني على أساس أنه مشروع حيوي وسيروي عشرات القرى الجنوبية بعد عطش وإنتظار طويل، لذا ندعو اللبنانيين ليشاهدوا بأم العين أن هذه القرى ما زالت عطشى للمياه وأن المشروع الذي لم نعرف أصلاً كلفته الباهظة (وقد تم تخوين كل من سأل عن كلفة المشروع
موازنة للمحظيين
نعم إن أرقام الموازنة المضخمة لمجلس الجنوب هي لخدمة المحظيين من المحيطين بأصحاب النفوذ على المجلس. وعليه يجب أن يصار وبأسرع ما يمكن الى إنهاء خدمات مجلس الجنوب وإحالته على التقاعد والى تفعيل وزارات ومؤسسات الدولة والى تعزيز اللامركزية الإدارية، وكذلك يجب أن يصار الى وضع خطة طوارىء سريعة لمعالجة تقصير هذا المجلس، ويجب أن يعرف المواطن الجنوبي أن الإنماء والتعليم حق والطبابة حق وتوفير البنى التحيتية حق وليست مِنّة من أحد. وأن أموال مجلس الجنوب هي أموال الخزينة اللبنانية وليست من حساب جهة حزبية أو من حساب أي مرجعية سياسية. وصدق الجنوبيون حين استبدلوا أسم مجلس الجنوب بـ"مجلس الجيوب".
رياض عيسى