أعلن فتحي حماد القيادي في حركة "حماس" يوم الخميس أن المفاوضات بشأن تثبيت التهدئة مع إسرائيل لا زالت مستمرة عبر الوساطة المصرية وبمساندة تركية، مؤكداً انه في حال عدم قبول إسرائيل بشروط الفصائل الفلسطينية " فهذا يعني استمرار المقاومة".
وقال حماد ، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) خلال جولة قام بها في المناطق المدمرة في منطقة مشروع عامر شمال مدينة غزة ،" وافقت المقاومة على تثبيت التهدئة ضمن شروط تتمثل في وقف العدوان الإسرائيلي وفتح المعابر بما فيها معبر رفح والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة والموافقة على دخول المواد الخام والأموال والكوادر الفنية لعملية الإعمار".
وأضاف حماد ، الذي يدير أيضا فضائية الأقصى التابعة لحماس في غزة ، انه في حال لم تتحقق هذه الشروط بشكل واضح "ستستمر المقاومة".
وتوقع قيادي حماس موافقة إسرائيل على هذه الشروط لان إسرائيل "متضررة من المقاومة بشكل كبير وهي تعلم أن بمقدورنا مواصلة المقاومة .. ولذلك هم (إسرائيل) مضطرون للتهدئة ولتطبيق هذه الشروط أكثر منا".وكانت إسرائيل شنت عملية عسكرية هي الأعنف على قطاع غزة منذ 27 كانون أول/ديسمبر الماضي دامت 22 يوماً قبل أن تنتهي فجر الأحد الماضي بإعلان تل أبيب وقف إطلاق النار بشكل أحادي مخلفةً 1330 شهيدا فلسطينيا وجرح
أكثر من خمسة ألاف آخرين.
استراحة محارب
وقابلت حماس والفصائل الفلسطينية هذا الإعلان بقبول وقف إطلاق النار وإمهال إسرائيل مدة أسبوع للانسحاب الشامل وفتح معابر قطاع غزة لرفع الحصار.
وقال حماد "المرحلة القادمة ستثبت تهدئة وهي تعني بالنسبة للحركة استراحة محارب وإعادة ما تم تدميره ثم بعد ذلك سنواصل المقاومة".
وتابع " خرجت حماس منتصرة من هذه المعركة" ، مشيرا إلى أن إسرائيل لم تحقق أيا من أهدافها المعلنة خصوصا القضاء على حركة حماس والحكومة التابعة لها.
ومضى قائلا " بعد الضربات التي وجهتها إسرائيل على قطاع غزة بقيت حماس وبقيت الحكومة والجهاد والمقاومة وشعبنا صامدا وتراجعت أهداف إسرائيل".
وزاد بالقول "لن تتوقف الأمور عند هذا الحد بل أن هذه المعركة سيعقبها اخريات من المعارك وستنتصر حماس والشعب الفلسطيني ولذلك حضروا انفسكم لمعارك قادمة".
معبر رفح
وشدد حماد على أن هناك مفاوضات أخرى تجري حاليا لفتح معبر رفح مع مصر، متوعدا بأنه في حال لم يفتح المعبر "فان لدى حماس الكثير من الطرق والأساليب لإجبار من يقومون على المعبر بفتحه رافضا الإفصاح عن هذه الأساليب ، غير انه أشار إلى أن هذا الأمر سيكون في وقت لاحق.
الإعمار والامتناع
وفيما يتعلق بمرحلة الإعمار وامتناع عديد من الدول تسليم الأموال مباشرة للحركة ، قال حماد"لن تتأثر الحركة بهذا الأمر حيث تواصل الشعوب العربية والإسلامية دعمها المالي الشعبي للحركة من خلال التبرعات الشعبية وهذه الأموال بدأت فعليا بالوصول الى غزة أما الأموال التي رصدتها الحكومات الرسمية فهناك دول ستقوم بدعم حماس بشكل مباشر أما الجزء الاخر فسيقومون بتسليم هذه الأموال للسلطة الفلسطينية وبالتالي هذا سيخضع لعملية تنسيق وبحث ، مشددا على أن الأموال ستصل في النهاية للمقاومة.
الحوار الوطني
وفيما يتعلق بالحوار الوطني الفلسطيني والمصالحة بين حركتي حماس وفتح وإنهاء الانقسام السياسي ، قال حماد "المصالحة لها اعتبارات كثيرة فحماس ترفض السير على نهج الاستسلام الذي اتبعته السلطة الفلسطينية".
وأوضح أن هناك وجهتين متضاربتين ومتناقضتين وبالتالي المصالحة لن تكون إلا إذا تبنت فتح خيار الجهاد والمقاومة وتخلت عن خيار الاستسلام.
الرئيس الأميركي الجديد
وحول دور الرئيس الأميركي الجديد ونظرة حركة حماس إليه ، قال حماد " لا تعلق حماس آمالا كبيرة عليه (أوباما) وإنما أمل بسيط".
وأضاف " نحن ننتظر أن يثبت الرئيس الأميركي الجديد نفسه وان يكون متوازنا ونحن لا نتوقع الكثير منه لأنه لا يحكم بمفرده ومع ذلك سنعطيه فرصه ولن نتحدث بأي انتقاد له حتى نرى تصرفاته".
وتابع"الرئيس الأميركي أمامه اختبار كبير جدا بالضغط باتجاه فتح المعبر ووقف العدوان الإسرائيلي فإذا نجح في هذا الامتحان فسيكون التعامل معه مختلفا عن الرؤساء السابقين خاصة الغبي بوش الذي انتهت ولايته".
ومضى قائلا "حركة حماس لم تتأثر بنيتها جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية .. ما أصاب حماس هو أضرار بسيطة لكن الخسائر الكبيرة طالت المؤسسات الحكومية الرسمية والشرطية والمدنيين".
الشارع الفلسطيني
من جهة أخرى ، أكد حماد أن الوضع الأمني الداخلي في قطاع غزة لم يتأثربسبب اتباع الحركة لمنظومة وخطط تكوين امنية جيدة بحيث إذا غاب وزير أو قائد فهناك من يقوم بمهامه.
وردا على سؤال حول الانتقادات التي وجهت للحركة من قبل البعض في الشارع الفلسطيني وتحميلها مسئولية ما وقع من ردود فعل إسرائيلية ، وحديث البعض عن انفضاض مؤيدي الحركة من حولها ، نفى حماد هذه الأقوال جملة وتفصيلاً.
وقال "على العكس من ذلك فكلما خاضت حماس معركة تخرج منتصرة وأكثر تماسكا وقوة وأكثر التفافا من قبل الناس".
وأضاف " تجولنا اليوم في المناطق المدمرة واستمعنا إلى كثير من أصحابها ولم نسمع كلمة من قبل أي مواطن دمر منزله أو تضرر من الهجمات تنتقد المقاومة أو الحركة".
وتسيطر حماس على قطاع غزة بالقوة منذ منتصف حزيران/يونيو 2007 وهي كانت قد انتصرت قبل ذلك بعام في الانتخابات التشريعية وحظيت بأغلبية برلمانية لكنها تقابل بحصار إسرائيلي وغربي مشدد منذ ذلك التاريخ.
تصريحات أوباما بداية انزلاق
وكانت حركة حماس رفضت يوم الجمعة مطالبة الرئيس الأميركي باراك أوباما إياها الاعتراف بإسرائيل، معتبرة أن تصريحاته بداية لإنزلاق الإدارة الأميركية الجديدة في السياسات "الخاطئة".
وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم إن مطالبة أوباما حماس بالاعتراف بشروط الرباعية "المجحفة" والاعتراف باسرائيل وتفهّمه لموقف "الاحتلال المجرم بالدفاع عن النفس هو بداية الانزلاق في السياسات الخاطئة".
ورأى برهوم أن هذه السياسة كانت السبب الرئيسي في معاناة الشعب الفلسطيني وفرض سياسة العقاب الجماعي عليه، و "التي أوصلت إلى هذه الحرب الضروس على أهلنا في غزة". وأضاف "ما نقوم به من مقاومة هو دفاع عن النفس وحماية لمصالح شعبنا التي دمّرتها السياسات الأميركية الخاطئة والمجحفة بحق أبناء شعبنا والتي كان آخرها سياسية الرئيس الأميركي (جورج) بوش رأس الشر في العالم".
واعتبر أن المطلوب من أوباما "مواقف إيجابية تدعم عدالة القضية الفلسطينية وتُوقف جرائم المحتل الصهيوني وتقرّ بحق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه بحسب الاتفاقيات الدولية التي تعطي الشعوب المحتلة حق الدفاع عن نفسها في مواجهة أي عدوان".
ورأى أن تصريحات الرئيس الأميركي "قد تُستغل من الاحتلال الصهيوني بالاستمرار في سياسة القتل والحصار التي يمارسها على أبناء شعبنا".
وكان أوباما قال في مؤتمر صحافي عقده في وزارة الخارجية الأميركية أمس الخميس إنه سيسعى لإحلال السلام في الشرق الأوسط، داعياً حركة حماس إلى الاعتراف بحق إسرائيل بالوجود متعهداً حماية أمنها ومطالباً الدول العربية بتطبيع العلاقات معها.