Baldati

Destination:

Search News

News

Pascale El Dib

Pascale El Dib

     أعلن رئيس الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – فرع لبنان الأب طوني خضره في خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم عن افتتاح معرض الاعلام المسيحي التاسع بعنوان "وسائل الاعلام والمرأة" السادسة مساء الخميس المقبل في دير مار الياس ، انطلياس برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير مؤكداً انه يحقق اللقاء بين أهل وسائل الإعلام من جهة، وجمهور وسائل الإعلام من جهة أخرى، حول القضايا الأساسية التي تهمّ مختلف شؤون الحياة .                                              

  وقال الأب خضره : لمعالجة موضوع " وسائل الإعلام والمرأة " حشد المعرض جيشاً من الوجوه النسائية (حوالي خمسين إمرأة ومؤسسة) في ندوات، وتواقيع كتب، وحفلات فنيّة عديدة، للتعبير عن واقعهن ورفع الصوت من أجل ان تقوم المرأة بدورها الحقيقي، أما ومعلمة، مدبرة، وصاحبة قرار في العائلة ومجالات العمل كافة، لا سيما في التربية والاعلام والسياسة والأمن، والفنون، والاقتصاد، وغيرها. لم تغب عن مسرح المعرض صورة المرأة القصيدة الشعريّة، والمرأة الراهبة، والمرأة المقاومة، والمرأة المتطلعة الى رحاب الحريّة لتكون مع الرجل واحدة في " ثنائية المذكر والمؤنث "، بل في " وحدة الاثنين "، إنساناً كامل الحقوق والواجبات في بناء مجتمع أكثر إنسانيّة  في دفء الحب والسلام، في زمن كادت تتحول فيه المرأة الى سلعة وأداة في سوق الانتاج، في  اطار عولمة جارفة .                                                                                           ولفت الى أن اختيار هذا الموضوع يعود الى أسباب عدة منها :   تعاظم دور المرأة في وسائل الإعلام لمشاركتها الايجابية والفاعلة من ناحية، وكونها عنصراً مستغلاً في العملية الإعلاميّة خصوصاً الإعلانية من ناحية أخرى . التجاوب مع تعاليم الكنيسة الإجتماعية في ما يتعلق بدور المرأة ورسالتها. وقوع اختيار الرئاسة الفرنسيّة هذه السنة، على مدينة جبيل لتنضم الى نادي مؤسسة " نساء البحر الأبيض المتوسط " التي من أهدافها تعزيز المساواة بين النساء والرجال، وحث السلطات المختصة على اعتماد السياسات والإجراءات اللازمة لتسهيل المواءمة بين حياة المرأة المهنيّة وحياتها العائلية.

وأضاف الأب خضره : يتميز معرضنا لهذه السنة بتنوع الجهات المشاركة فيه من تربوية واعلامية حيث يشارك عدد من وسائل الإعلام اللبنانية المكتوبة والمسموعة والمرئية والإلكترونية التي ستخصص بعضها فترات مباشرة على الهواء تشكل مجتمعة عناصر مشهد إعلامي وعائلي واسع يتكّون من المشاركات التالية :

 رسم كاريكاتوري وزيتي ،مشاغل حرفية وأمسيات شعرية تكريماً للمرأة ،ندوات حول عالم المرأة، متحف وجوه نسائية مكرّسات وعلمانيات، مشاركة المدارس والجامعات بالاضافة الى مشاركة تجمّع المواقع الإلكترونية المسيحية MECAS

 

 

 

نقلا عن: الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة-لبنان

Front Desk

Front Desk

الإنترنت "حق أساسي" من حقوق الإنسان

 

اعتقاد متزايد بحق الانسان في الوصول لشبكة الانترنت

اوضح استطلاع للرأي اجري لحساب بي بي سي ان اربعة من كل خمسة اشخاص يعتقدون ان الوصول إلى الإنترنت "حق اساسي" من حقوق الانسان.

وكشف الاستطلاع الذي شمل 27 الف شخص في 26 دولة في انحاء العالم ان هناك تأييدا قويا لحق الوصول الى الانترنت.

يذكر ان دولا مثل فنلندا واستونيا قد قضت بالفعل بأن الوصول الى شبكة الاتصالات الدولية هو احد حقوق مواطنيها.

وتضغط الهيئات الدولية مثل الامم المتحدة ايضا من اجل ضمان ان يكون الوصول الى الانترنت في جميع انحاء العالم.

وذكر الدكتور حمدون توريه، الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات السلكية واللاسلكية، لـ بي بي سي ان " حق التواصل لا يمكن تجاهله".

وقال: "الإنترنت هو اقوى المصادر المحتملة، التي تم انشاؤها على الاطلاق، من اجل صنع التنوير".

واضاف انه يتعين على الحكومات "التعامل مع الانترنت كبنية تحتية اساسية - مثل الطرق والنفايات والمياه".

وقال: "لقد دخلنا في مجتمع المعرفة ويجب ان يتمتع الجميع بحق المشاركة".

كما كشف الاستطلاع الذي اجرته GlobeScan لحساب بي بي سي، النقاب عن انقسامات بشأن مسألة الإشراف الحكومي على بعض جوانب الانترنت.

فقد أكد مستخدمو الانترنت الذين شملهم الاستطلاع في كوريا الجنوبية على انه لا ينبغي للحكومات ان تتدخل في تنظيم الانترنت. الا ان أغلبية من المستخدمين في الصين والعديد من البلدان الأوروبية لا يتفقون مع هذا الرأي.

في بريطانيا، على سبيل المثال، يعتقد 55 ٪ أن هناك حاجة لبعض التنظيم الحكومي للإنترنت.

تراجع في المناطق الريفية

ما كشف عنه الاستطلاع يأتي في وقت تحاول فيه الحكومة البريطانية المضي قدما في مشروع قانون الاقتصاد الرقمي المثير للجدل.

ويتضمن المشروع تحويل "قاعدة الضربات الثلاث" الى قانون.

 

فيسبوك اضحى ساخة للانسطة الاجتماعية والسياسية

ومن شأن هذه القاعدة ان تعطي المنظمين سلطات جديدة لمنع او ابطاء مواقع الانترنت التي تنشر بشكل متواتر كميات كبيرة من المواد المخالفة لحوق الملكية الفكرية. وتدرس بلدان اخرى مثل فرنسا في اصدار قوانين مماثلة.

وقد اعتمد الاتحاد الأوروبي، مؤخرا، بندا خاصا يتعلق بحرية التعامل مع شبكة الانترنت، ينص على ان التدابير التي قد تتخذ من قبل الدول الاعضاء، والتي قد تؤثر على امكانية وصول المواطنين او استخدامهم لشبكة الانترنت "يجب أن تحترم الحقوق والحريات الأساسية للمواطنين".

وبشكل خاص، ينص البند على أن من حق مواطني الاتحاد الأوروبي التمتع بـ"إجراء عادل ونزيه" قبل اتخاذ أي تدابير من شأنها تقييد وصولهم للانترنت.

الاتحاد الأوروبي ملتزم أيضا بتوفير حصول الجميع على الانترنت فائق السرعة في جميع انحاء العالم. ومع ذلك، فان منطقة الاتحاد الاوروبي مثلها مثل العديد من مناطق العالم تجاهد من اجل ادخال خدمة الانترنت فائق السرعة الى المناطق الريفية التي يتردد سوق الانترنت في الدخول اليها.

ويقول المحللون أن هذه مشكلة ستضطر كثير من البلدان، ان تتعامل معها، على نحو متزايد، في الوقت الذي يطالب فيه المواطنون بحق الوصول الى شبكة الانترنت.

نتائج الاستطلاع

تضمنت استطلاع بي بي سي أن 87 ٪ من مستخدمي الانترنت يعتقدون ان الوصول الى شبكة الانترنت يجب أن يكون " حقا اساسيا لجميع الناس".

بينما شعر أكثر من 70 ٪ من غير المستخدمين انهم ينبغي لهم ان يتمتعوا بحق الوصول الى الانترنت.

وبشكل عام، قال ما يقرب من 79٪ من الذين شملهم الاستطلاع انهم يتفقون بشدة أو يتفقون الى حد ما، مع وصف الانترنت كحق أساسي، سواء كان لديهم وصول اليه حاليا أم لا.

حرية التعبير

وتؤيد بلدان مثل المكسيك والبرازيل وتركيا بقوة فكرة ان الوصول الى الانترنت باعتبارها حق من الحقوق، حسبما ذكر الاستطلاع.

على سبيل المثال، أكثر من 90 ٪ من الذين شملهم الاستطلاع في تركيا، ذكروا أن الوصول الى شبكة الانترنت هو حق أساسي أي أكثر من نظرائهم في أي بلد أوروبي آخر.

وفي كوريا الجنوبية اعظم غالبية (96 ٪) ممن يعتقدون أن الوصول للانترنت هو حق أساسي. ويتمتع جميع المواطنين في كوريا الجنوبية تقريبا بالوصول الى الانترنت عالي السرعة.

وكشفت الدراسة أيضا أن الإنترنت سرعان ما أصبح جزءا حيويا من حياة العديد من الناس في مجموعة متنوعة من الدول.

ففي اليابان والمكسيك وروسيا قال حوالي ثلاثة أرباع من شملهم الاستطلاع إنهم لا يستطيعون التأقلم بدونه.

وقال غالبية الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع ايضا إنهم يعتقدون أن شبكة الإنترنت لها أثر إيجابي، حيث اشار حوالي أربعة من كل خمسة اشخاص الى انها جلبت لهم المزيد من الحرية.

الا ان العديد من مستخدمي الشبكة اعربوا ايضا عن بعض المخاوف. وجاء في مقدمة هذه المخاوف تلك المتعلقة بالاحتيال، وسهولة الوصول إلى المحتوى العنيف على الانترنت، والمخاوف المتعلقة بانتهاك الخصوصية.

وشعرت الغالبية من المستخدمين في اليابان وكوريا الجنوبية والمانيا انها لا تستطيع التعبير عن آرائها بشكل آمن على شبكة الانترنت، على عكس الوضع في نيجيريا وغانا والهند حيث يوجد ثقة اكبر في التعبير على الشبكة الدولية.

 

Reference: BBC.CO.UK

Diana Skaini

Diana Skaini

 

ديانا سكيني

 

منذ خروج أزمة دبي المالية الى العلن، برزت وجهتان حادتان في التعاطي معها. الأولى رصدت في الأزمة النُذر الأكيدة لأفول نجم دبي- النموذج الاقتصادي الذي أثار عدوى التنمية الإقتصادية "الانفتاحية" لدى دول الجوار، متوقعة عدم تمكن الإمارة الشهيرة من الخروج من قمقم ديون "مجموعة دبي المالية". أما الثانية، فعمدت الى التقليل من أهمية الأزمة مستخدمة في أحيان كثيرة هجوما دفاعيا يُلحق ابعاداً سياسية واقتصادية بكل تحليل أو تصريح يروّج لمقولة تهاوي "أحد أبرز الابراج الخليجية المالية" الذي وُصف في القرن الماضي بأنه جسر عبور ممكن بين التقليد والحداثة.

 

 بين الوجهتين "المبالغتين"، تجلت الحاجة الــى قــراﺀة هادئة لمسببات الأزمـــة وتفاعلاتها الــواقــعــيــة غير المضخمة، خصوصا وأن من تحدث عن إنهيار يستحيل معه النهوض من جديد ثبُت مع مرور الوقت خطأ نظريته حيث تشهد الإمارة هذه الأيام عودة مقبو لة للمستثمر ين ا لخليجيين والأجانب، بالإضافة الى سيْر الحكومة بمشاريع ضخمة أساسية وأبرزها البنى التحتية التي من شأنها تثبيت أرضية المستقبل. كما أن مشهد العمالة العائدة الى بلادها بسبب الأزمة لم يرقَ ليعبر عن ظاهرة حقيقية حيث لم ترصد العين مشهد آلاف العمال العائدين الى بلادهم مع خيبتهم كما بنت توقعات البعض. القراﺀة الواقعية تشي بأن "لا توقعات في عالم المال والأســـواق"، سائلة عن الاصــرار على المماهاة الغير واقعية بين الازمــة المالية العالمية وأزمة ديون دبي.

فحين لا تتجاوز ديون "مجموعة دبـــي الــعــالــمــيــة" سبعة وخمسين مليار دولار في الوقت الــذي تقيّم أصول الإمارة بأكثر من مئة وعشرين مليار دولار "، لا يعود توصيف الأزمة على أنها" ازمة سيولة عابرة "مجافيا للحقيقة. أمــا حين تنخفض ديون" مجموعة دبــي للفترة القادمة إلى اثنين وعشرين مليار دولار "فقد يصح القول أن أزمــة" مجموعة دبي العالمية في طريقها إلى الحل". لكن هــل تسقط هــذه الحقيقة ضــرورة إستخلاص عبر التجربة القاسية؟

يعيد الخبير الــمــالــي ومــؤســس مجموعة أرزاق المالية تميم عبد الله جاد ردة فعل الأسواق المالية الدولية المبالغ فيها تجاه دبي الى "عنصر المفاجأة الــذي أربــك الأســواق التي تناست بأن التوقعات في عالم المال والأعــمــال ليست دائــمــاً على حــق "، معتبراً أن" الخطأ الفادح الذي سقط كثر فيه يكمن فــي تجاهل الآثــار الايجابية لنموذج دبي الاقتصادي المتنوع في العقود الماضية على دول الجوار".

"هل كان يجب على حكومة دبي وضــع قائمة توضيحية يومية على صفحات الجرائد بالأصول وإستثمارات" مجموعة دبي العالمية "المحلية منها و الدولية وتوضيح التكلفة الفعلية لــلاســتــثــمــارات والــقــيــمــة السوقية الحقيقية الحالية"؟ ســؤال يطرحه جــاد قبل ان يسرد الــفــوارق الكبيرة بين معالم الازمــة المالية العالمية وازمة دبي، خالصا الى ان ما شهدته الامارة يعبّر عن "أزمة سيولة عابرة لا أزمة افلاس اقتصادي كما هو حاصل في بعض بلد أوروبي كاليونان".

لكن ماذا عن حقيقة الوضع المالي اليوم في دبــي؟ "لقد تلخصت أزمة" مجموعة دبــي العالمية "بديون لا تتجاوز سبعة وخمسين مليار دولار في الوقت الذي قيّمت أصولها وفي خضم الأزمة المالية العالمية بأكثر من مئة وعشرين مليار دولار. كما أن معظم أصول المجموعة داخل الامارة تعبّر عن مشاريع مستقبلية ذات بنية تحتية متميزة قلما تجدها في دول منطقة الشرق الأوسط، ناهيك عن الاستثمارات الخارجية المتواجدة في محافظ إستثمارية مختلفة عقارية وسياحية. وفي مقابل ذلك انحصرت عملية هيكلة الديون لـ" مجموعة دبي المالية "فــي مشروعين عقاريين: " نخيل "و" استثمار "كونهما أكثر المتضررين من أزمة الديون. خلاف ذلــك فــإن المشاريع الأخــرى تحقق نتائج مرضية".

لقد تلقت دبي من حكومة أبو ظبي دعما ماليا بلغ عشرة مليارات دولار. انــخــفــضــت مــعــهــا ديـــون "مجموعة دبــي" للفترة القادمة إلــى اثنين وعشرين مليار دولار.

وتعتقد حكومة أبو ظبي أن دبيْ ليست في حاجة إلى دعم آخر نظراً للارتياح الــذي أرخـــاه هــذا الدعم لدى بنوك دبي وبنوك أخرى أعلنت إستعدادها لشراﺀ سندات حكومة دبي. كما أنه من الممكن مساهمة بنوك أبو ظبي في هذا السياق.

ويعتقدُ تميم جاد الــذي خبرَ تحسُن الوضع الإستثماري على الارض مــن خــلال خــطــوة الاقـــدام على افتتاح فرع لـــ "أرزاق المالية" فــي الامـــارة ان "تحسن الأســـواق المالية العالمية يتيح لـ" مجموعة دبي "عملية بيع تدريجي للأصول وبــأســعــار جــيــدة فــي حـــال رغبت بــذلــك "، علما ان" أصــول مجموعة دبي العالمية تساوي قرابة أربعة أضعاف الديون الخاضعة للهيكلة ما يسهل توفير الموارد المالية لسداد الديون "مستقبلا.

يرى الخبير المالي أن الأســواق المالية العالمية أغفلت خلال حصر تقييمها للواقع الاقتصادي الراهن فــي دبـــي حــجــم خــطــة مــشــروعــات البنى التحتية للسنوات الخمس القادمة في دبي والتي تقدر عملية تمويلها بأكثر من مئتي وخمسين مليار دولار.

الى ذلك، احتلت دبي ثالث أكبر مركز لإعادة التصدير في العالم.

كما ازدادت تكلفة تمويل قطاع الشحن البحري لأكثر من الضعف خلال العام وارتفعت وتيرة تمويلات البنوك لهذا النوع من النشاط. ولقد تضمن تقرير صندوق النقد الدولي الأخير عن دولة الامارات إشادة كبيرة باقرار حكومة دبي لنظام الاعسار المالي الجديد وحرص حكومة دبي على المحافظة على حقوق دائني "مجموعة دبي العالمية" واحترامها لجميع التزاماتها التعاقدية مع الدائنين. وتوقع الصندوق وصول الــفــائــض الــمــالــي لــدولــة الامـــارات إلى نمو 10% من الناتج المحلي الاجمالي للعام، 2010 وأن يتحول الحساب الجاري الخارجي إلى فائض بنسبة 7% مــن الــنــاتــج المحلي الاجمالي.

ويبني جــاد على المعطيات السالفة ليؤكد يقينه بــأن أزمــة "مجموعة دبي العالمية" في طريقها إلى الحل الجذري". لكن يبقى" ان تستفيد من عبر التجربة بالتماهي مع توجه سياسات النمو المستدام والمتوازن الذي تبنته حكومة دبي للسنوات المقبلة".

ويــخــلــص الـــى تــوجــيــه الــدعــوة التالية: لنراقب عن كثب كيفية عودة دبي مركزا ماليا دوليا معتمدا على ذخيرة البنية التحتية المميزة الــتــي راكــمــهــا خـــلال الــســنــوات العشر الماضية في الميادين كافة.

ولاثبات صحة الرهان "ترقبوا محللي الأسواق المالية العالمية في دبي -

Diana Skaini

Diana Skaini

 

ديانا سكيني- صدى البلد 

 

هل يكفي الشريط التلفزيوني الذي إستعرض بالأمس على شاشة الجزيرة مراحل انتقال وليد جنبلاط في المواقع السياسية بين عامي 2005 و2010 لرواية حركة 14 آذار بداية ونهاية؟ .

كثير من الواقعيين يقولون بالتأكيد نعم. والبعض منهم من المتمسكين بنظرية تحالف تيار المستقبل مع الكنيسة المارونية والتيار المؤيد لها، يؤكدون قــدرة هذه الثنائية الطائفية على الصمود وحفظ التوازن وشد عود تمظهر حلفها سياسيا متى ما استدعت ريــاح العلاقة السورية السعودية ذلك.

المستمع الى تراجع جنبلاط بالامس عن "لحظة التخلي" والراصدين لاجتهاد رئيس الحكومة للبحث عن مكمن استقرار لعلاقته مع النظام السوري، يسقطون أثرا "مضخما" لاستنابات بلمار القضائية ويستشرفون معالم الاستراتيجيا القابضة على خيارات لبنان اليوم. ماذا بقي من 14 آذار في ذكراها الخامسة؟

أهي ظلال فؤاد السنيورة وسمير جعجع الحارسة لحراك الحريري؟ ام انها التعبوية والجبهوية الكامنتان تحت قناع تفاهم اقليمي لا يُعرف متى يستحق خلعه؟ أم هي مجرد تحالفات نقابية وجامعية مثمرة تستند الى رأي عام استقلالي يدمن المفاضلة بين السيئ والأسوأ؟

حين تعدد انجازات حركة 14 آذار، يبرز الى الواجهة تمكنها مــن تجييش شــرائــح كبيرة من الشعب اللبناني تحت مجموعة من العناوين السياسية، ونجاح ضغطها المستند الـــى الــقــوة الشعبية والــدعــم الخارجي في تحقيق انسحاب القوات السورية، ناهيك عن تحقيق الإنتصارات الانتخابية.

واذا كانت الموافقة على اتفاق الــدوحــة الــعــام 2008 غــداة احــداث السابع من أيــار تعتبر من محطات النكسة السياسية الاساسية في مسار هذا التجمع السياسي، فان النجاح في الانتخابات النيابية صيف الـ2009 أكد مشروعيته السياسية والشعبية وأعاد انعاشه، قبل ان يتلقى ضربة قاسية بانسحاب وليد جنبلاط من صفوفه في آب الماضي، وقبل أن يُخضع التفاهم السوري- السعودي جوهر حراك 14 آذار القائم لشروط المعادلة الجديدة.

الخضوع لمنطق التسوية والتخلي عن الجبهوية والخطاب التعبوي المعادي للنظام الــســوري ولــســلاح حــزب الله (خصوصا من قبل تيار المستقبل)، تكرس بعد زيارة المصالحة التاريخية التي قام بها رئيس الحكومة سعد الحريري الى دمشق. تلك الزيارة التي دشنت مسارا سياسيا داخليا مختلفا بحيث بات الحريري يتجنب ويحرص على عــدم تعريض النظام السوري لهجومات كتلته وحلفائه، كما باتت بضع كلمات ملتبسة تسبب تشنجا في العلاقة بينه وبين سورية يتم تشغيل الوساطات الاقليمية لازالته.

رغـــم ذلــــك، يــتــمــســك الــحــريــري بــــ14 آذار، يحافظ على دور أبــوي لفؤاد السنيورة لصون ارث الفترة السياسية الماضية التي اتسمت بتوتر العلاقة مع دمشق، ويستمع الى سمير جعجع بما يحاكي مكانة قائد مسيحي يتصدى لموارنة المعسكر الآخر. الحريري المنسجم والمتناغم في حراكه المستجد مع عين التينة والـــذي يسير بخطى ثابتة باتجاه حــارة حريك، يتمسك بقالب 14 آذار، لا بل انه يستنهض الشق المتاح من تعبويتها في محطات كذكرى 14 شباط الماضية، يستنهض خصوصا الــشــق الــــذي يــربــط هـــذه الــحــركــة السياسية باستشهاد رفيق الحريري، والشق الذي يؤكد التمسك بالمحكمة وبمعرفة المرتكبين.

أما المنظرون الفكريون لحركة 14 آّذار فيصرون على التشبث بأنفاس الحياة المتاحة. يروون ان الحركة في صحة مقبولة، وإن لم تكن على ما يــرام.

يشيرون الــى الثنائية المسيحية ا لسنية ا لمجسد ة با لتفا هم بين "التيار التاريخي للكنيسة وبين تيار المستقبل والتي تستطيع تأمين مقومات الصمود رغم انسحاب وليد جنبلاط".

العامل الثاني الذي يستند عليه هؤلاﺀ لاثبات صحة فريقهم السياسي يكمن في "الــرأي العام الاستقلالي" الذي ما زال "يثبت حيويته لدى اي استحقاق"، هكذا تتم الاشــارة الى النجاحات المسجلة في الانتخابات النيابية والنقابية والجامعية. أما "لبنان أولا" و"العبور الى الدولة " فهما الشعاران اللذان يتم التمسك بهما رغم قيود المرحلة المحكومة بالتقاطع السوري- الــســعــودي الــــذي انــتــج الائــتــلاف الحكومي.

المنكبّون على نقد التجربة من جسد الحركة نفسها يخلصون الى ان قواها الرئيسية قصرت في إستخدام وتــطــويــر عــنــاصــر قــوتــهــا الــثــلاثــة، "التضامن الإسلامي المسيحي والرأي العام الاستقلالي والموقف الدولي والعربي المساند، لا بل فرطت بها أحياناً، فسَعت بقدميها إلى مأزقها الذي تجلّى، أكثر ما تجلّى، في الفترة الواقعة ما بين أحداث 7 أيار 2008 والإنتخابات النيابية الأخيرة في 7 حزيران "2009"، كما يقول منسق الامانة العامة 41 لـ آذار فارس سعيد خلال محاضرة مخصصة لنقد التجربة في مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية.

والــــى هـــذا الـــواقـــع الــتــراجــعــي السيئ، يعيد سعيد السبب الذي دفع الأمانة العامة إلى وضع تقرير نــقــدي شــديــد اللهجة حـــول واقــع الحال بتاريخ 2008-10-28 حذّرت فيه من مغبة التمادي في التقصير وحددت مكامن الخلل ببروز حسابات فئوية، طائفية ومذهبية وحزبية، داخـــل صــفــوف 14 آذار، هــزت في بعض الأوقات صورة تضامن فئاتها الوطني، وبضعف التواصل مع الرأي العام الاستقلالي، بإستثناﺀ المسالك الحزبية التقليدية التي يعمل كلٌ منها في مجاله الخاص، الأمــر الذي بلبل هــذا الـــرأي الــعــام فــي عــدد من المفاصل الرئيسية، وحــرم لقاﺀ 14 آذار من استخدام الضغط الشعبي في مواجهات أساسية.

ويـــضـــاف إلــــى مــكــامــن الــخــلــل ضعف التواصل مع الإطارين العربي والدولي، وإنخفاض سقف الأطروحة الإستقلالية، الأمر الذي اغرق تجمع الــرابــع عــشــر مــن آذار فــي "محليّة لبنانية "، كما يذكر تقرير الأمانة العامة.

ويبرز خلل جوهري لدى 14 آذار في "تقصيرها فــي تطوير بنيتها من" لــقــاﺀ طوائفي إلــى" جبهة وطنية عريضة "ذات علاقة سليمة بالرأي الــعــام الإستقلالي"، هكذا اخفقت في اضافة مكون شيعي نوعي الى حركتها فاصطدمت بقاعدة توافق الطوائف التي تحكم معادلات الحكم في لبنان.

أمــا الحل الـــذي يقترحه التقرير فيتجسد في خطة للإستدراك تضمنت إعداد برنامج إنتخابي موحّد يقوم على رؤية سياسية واضحة متصلة بشكل وثيق بما قدّمته الأمانة العامة في مؤتمر البيال 14 آذار 2009. وللتذكير فانه حينها، حصل تعديل جوهري على الوثيقة السياسية تمثلت بشطب فكرة "تحييد لبنان عن الصراعات المسلحة فــي المنطقة"، بناﺀ على طلب جنبلاط الذي هدد بالامتناع عن المشاركة في المؤتمر.

لــم يكن للتقرير اثــر تصحيحي في واقع الحركة، لا بل ان الفترة التي سبقت الانتخابات النيابية شهدت التخلي عن المستقلين ناهيك عن خروج الصراعات الداخلية الى العلن.

أما الامانة العامة فبات دورها وآلية عملها تحت المجهر، ولم يطل الوقت حتى انسحب حــزب الكتائب منها بعد مقاطعة اجتماعاتها، دون ان يخطو خطوته التي روج لها كثيرا بالخروج من 14 آذار.

يقر سعيد انه "لو نظرنا إلى صورة الحركة الإستقلالية الآن، من خلال" "لقاﺀ 14 آذار بصفته الحزبية، وفي ضوﺀ ما تقدم من تقصير وتفريط على غير صعيد، ستبدو لنا صورة مشوﱠشة مرتبكة". سبب الارتــبــاك الرئيسي يعود الى لحظة التقارب السوري – السعودي، بما ترتّب عليه من "مفاعيل لبنانية على صعيدالإنتخابات النيابية، والحكومة الإئتلافية، والإيحاﺀات التصالحية بين أعـــداﺀ الأمــس، ومــشــاريــع إصــطــفــافــات جــديــدة تكفّلت البروباغندا السورية بترويج سيناريوهات لها إفتراضية". كل هــذا" زاد التباس الــصــورة وأتــاح لسورية القول ان "حكاية 14 آذار قد انتهت فــصــولاً".

بعيدا عن قراﺀة سعيد وبالعودة الى صخب ساحة الحرية 2005، فان اصداﺀ صرخات لبنانية "مدنية" حالمة بالعبور الى دولة قوية عادلة ديموقراطية ما زالت تتردد لتلاقي صرخات "مدنية" في ساحات لبنانية أخــرى.. على أمل! ! اللقاﺀ

 

 

 

 

 

Diana Skaini

Diana Skaini

 

ديانا سكيني- صدى البلد

 

معظم نواب اللجان النيابية الثلاث المكلفة مناقشة مشروع قانون الانتخابات البلدية خلال ١٥ يوماً، يحملون معهم الى إجازة نهاية الأسبوع نسخة عن المشروع ونسخة عن مذكرة إجابات وزارة الداخلية عن الأسئلة الأربعين. والمشاكسون الفكريون منهم يحملون نسخاً عن دراسات خبراﺀ إنتخابيين (تُنقح باستمرار) يجتهدون فيها يومياً في النقد الايجابي أو السلبي للمشروع المطروح بآليته النسبية والكوتا الجندرية وغيرها من التعديلات.

فالنقاش الحيوي الذي تشهده اللجان يحث النواب المترددين، إنطلاقا ربما من يقينهم من كلمة سر ما تشي بتطيير محسوم للصيغة النسبية، على الانخراط في الورشة العلمية ولو من "باب الترف الفكري"، كما يقول أحدهم.

تقول المعلومات ان وزير الداخلية والبلديات زياد بارود اقترح في الأمس خلال اجتماعات اللجان ان يتم التوافق على السير بالتأجيل التقني لمدة شهر ليصار الى التخلص من عبﺀ الوقت الذي يخيم على نقاشات الإصلاحات في اللجان لتزامنها مع اقتراب مواعيد الاستحقاقات الدستورية. المعلومات أيضا لا تشي بأي تحرك داخل المجلس لتسريع اقرار قانون التأجيل التقني المطلوب او التمديد للمجالس البلدية مع اقتراب انتهاﺀ ولاية بعضها.

ثمة حديث عن تسريع للنقاشات تمهيدا لخطى عملية ملحة ابتداﺀ من نهار الاثنين المقبل حين سيصار الى الغوص في تفاصيل مواد مشروع القانون بعدما استغرقت جلسات اليومين الماضيين في العموميات وآليات عمل اللجان والتنسيق فيما بينها.

يقول النائب في تكتل الاصــلاح والتغيير فريد الــخــازن فــي حديث لـ "صدى البلد" أن مــداولات اليومين الماضيين في اللجان النيابية ركزت على استفسارات عامة عن مضامين مــشــروع الــقــانــون فــي حــضــور وزيــر الداخلية الــذي قــدم مذكرة تجيب على كثير من الإستفهامات لكنها ليست كافية للاجابة عن التفاصيل الاســاســيــة الــتــي لــم يــبــدأ الغوص فيها بعد.

وعن أجــواﺀ اليومين الماضيين، يجيب الخازن: اشتمل مشروع القانون على مقترحات سهلة لا تحوم حولها اشكاليات، الا أن آلية تطبيق النسبية والكوتا الجندرية بدتا النقطتين الأكثر حاجة الى التوغل في تفاصيل تطبيقهما.

ولا يرى دكتور العلوم السياسية في الجامعة الأميركية أن "التوأمة بين اقرار الاصلاحات المتفق عليها واجراﺀ الانتخابات في موعدها مهمة مستحيلة، فذلك ممكن من خلال تكثيف اعــمــال المجلس النيابي واللجوﺀ الى تأجيل تقني اذا استدعى الأمر، ذلك أن لا شيﺀ يمنع من حصول الانتخابات في موعدها في ظل غياب اسباب سياسية وامنية موجبة او ازمات طارئة". ويبدي يقينه بأن "لا شيﺀ يمنع اقرار الاصلاح في المجلس على الرغم من ضيق الوقت".

مــن جــهــتــه، يــكــرر الــنــائــب في كتلة حــزب الكتائب فـــادي الهبر لـ "صدى البلد" موقف حزبه الداعم لتطبيق النسبية مع اعتماد الصوت التفضيلي. والمؤيد لاجراﺀ الانتخابات فــي موعدها بما هــي "استحقاق دســتــوري مــتــمــاهٍ مــع مــبــدأ تـــداول السلطات، خصوصا مع بــروز ضــرورة التغيير في المجالس البلدية انسجاما مع التغيير السياسي المستجد بعد العام "2005. من هنا"، تبرز اهمية اجــراﺀ الانتخابات في موعدها سواﺀ تم الاتفاق على الاصلاحات بكاملها، او على الممكن منها، او عبر اعتماد القانون القديم". وينوه باصرار" قوى سياسية اساسية ورئيس الجمهورية على اجــراﺀ الانتخابات في موعدها "مضيفا" في نهاية المطاف ربما يصار الــى إعتماد القانون القديم معدلا بادخال الكوتا عليه".

أمــا جهوزية الــقــوى السياسية لــخــوض الانــتــخــابــات الــبــلــديــة في موعدها، فـ "ليست بالمعضلة انطلاقا من الجهوزية الرسمية المتجسدة في تحضيرات وزارة الداخلية الجارية على قدم وساق".

أحد النواب المشاركين في أعمال الــلــجــان يجيب عــن انــطــبــاعــه حــول اليومين الماضيين مختارا المدخل التالي: النسبية المطروحة تشتمل على ملامح أكثرية تجرد الصيغة من جوهرها. فيها اشكاليات متعلقة باللوائح المقفلة وترتيب الأسماﺀ وغيرها وغيرها.. يصمت لبرهة قبل ان يروي نهفة مواطن مسنّ في قريته يصعب عليه ان يتخلى عن عادته في التشطيب في كل انتخابات واختيار الأوادم "من هون وهونيك".

ينقل النائب أسئلة دارت في اللجان من شبيه مدى احترام النسبية للتوازن الطائفي في القرى المختلطة.

أما الكوتا فتبقى في نظره "تمييزاً أرفضه كوني من محبذي وصول المرأة بجهدها الــى المناصب". ويخلص: الهواجس كثيرة والأسئلة أكثر.

نائب آخــر يسجل انطباعه عن اليومين الأولين اللذين تم خلالهما نــقــاش الاصـــلاحـــات "انــطــبــاعــي ان النسبية تحولت الــى تــرف فكري" كيف؟ "يعني عملية تثقيفية للنواب . هناك من هو عارف بآليتها وهناك من يستعصي عليه الامر وآخر يدعي معرفة تفاصيلها وعند استيضاحه يعود الى زميل او الى التمعن في الورقة". ويستنتج أن "العملية تحتاج الــى وقــت حتى أن الشهر التقني لن يكون بمقدوره تأمين جهوزية سياسية وشعبية ذهنية ولوجستية تحصن التجربة من الشوائب التي قد تمرغها في الوحول وتجعلنا نحاذر طــرحــهــا مستقبلا فــي الانــتــخــابــات البلدية".

فجأة تتخذ نبرة النائب الحزبي وتيرة أكثر جدية وهو يردد "الاصلاح لا يمكن أن يتم بالمقلوب وبالتشويه" مضيفا "لا يعقل ان تتم مناقشة مشروع القانون في مجلس الــوزراﺀ لأشهر ويقر بتوافق سياسي وبالتالي يتم حشر المجلس النيابي في مدى زمنية قصيرة لدراسته"، وبالعامية نــــورد مــا يــردفــه "شـــو هالتكتيك المفضوح كان بدا حبكة أكتر". ويقر النائب بــأن "الحديث عــن امكانية اجراﺀ الانتخابات وفقا للقانون القديم بدأ يتخذ منحى جديا بخلاف المناخ الــســيــاســي الــــذي كـــان ســائــدا في الاشهر الماضية والذي كانت تحكمه توجسات كثيرة مرتبطة بالعلاقة اللبنانية السورية وبالتموضعات الداخلية المستجدة وبامكانية حصول حرب اسرائيلية".

أما الرواية المضحكة المبكية فتكمن في "وزير يُشاع انه عارف بــالامــور صــوت على الــمــشــروع في مجلس الوزراﺀ دون ان يفهمه كما يعترف بنفسه".

 

Diana Skaini

Diana Skaini

 ديانا سكيني- صدى البلد


هل تُحتسب مهلة الأربعين يوماً التي يتاح لمشروع قانون الانتخابات البلدية الرزوح خلالها تحت قبة البرلمان من تاريخ إنعقاد اللجان النيابية أم من تاريخ عرضه في جلسة عامة؟ ماذا عن التمايز في الآلية التشريعية بين العقدين العادي والاستثنائي لمجلس النواب؟ كيف سيتم حل المأزق الدستوري الكامن في تزامن انتهاء صلاحية مجالس بلدية لم يمدد لها بقانون صادر عن مجلس النواب، مع عدم بت المجلس نفسه لمشروع القانون في المهلة المحددة؟
أسئلة ذات بعد قانوني تترافق مع إنطلاقة دراسة اللجان النيابية اليوم للمشروع الاصلاحي في ظل حماسة نيابية متفاوتة لم تبدد الشكوك حول مقولة "التكاذب السياسي المفترض" التي تغذيها ارض التحضير للانتخابات الخامدة، تماما كما تغذيها كلمات نائب عن الأمة يخبرك بأنه لم يطلع على مشروع القانون بعد!!

ديانا سكيني

العاشرة والنصف صباح اليوم يجتمع أعضاء لجنة المال والموازنة النيابية للشروع بنقاش مشروع قانون الانتخابات البلدية المحال من مجلس الوزراء، بالتزامن مع التئام لجنتي الدفاع الوطني والبلديات، والادارة والعدل لنقاش المشروع نفسه، فيما تبرز مشكلة عملية في تواجد وزير الداخلية والبلديات زياد بارود في اجتماعات اللجان المتزامنة.
اللجان الثلاث كثفت جدول اجتماعاتها على أمل الانتهاء من درس المشروع قبل مهلة الخمسة عشر يوما التي سيتحتم من بعدها تحويله الى هيئة المجلس.

لغط قانوني

مهلة بدأ لغط قانوني يُثار حولها لعدم استباقها بجلسة عامة للمجلس النيابي يبدأ من تاريخ انعقادها إحتساب مهلة الأربعين يوما التي سيرزح فيها مشروع القانون المعجل تحت قبة البرلمان.
المعضلة القانونية التي ستكون محط نقاشات دستورية في الايام المقبلة، لا تعدو كونها إحدى الإشكاليات الدستورية التي تحوم حول المسار التشريعي لمشروع القانون ولمصير الانتخابات البلدية بأسرها.
عمليا يفترض باللجان الثلاث أن تنهي دراسة المشروع في 25 آذار، لتبقى أمام المجلس مهلة 25 يوماً للبت في مشروع القانون.
في الثاني من أيار تنتهي ولاية بعض المجالس البلدية ما يحتم استعجال وزير الداخلية والبلديات في دعوة الهيئات الانتخابية انسجاما مع النص القانوني الذي يحدد هذه المدة بين صدور المرسوم واجراء الانتخابات بثلاثين يوما على الاقل خلال الشهرين اللذين يسبقان إنتهاء ولاية المجالس البلدية. وهنا سيكون المجلس النيابي مجبراً على اصدار قانون يمدد فيه ولاية المجالس البلدية لفترة تتيح له الانتهاء من دراسة الاصلاحات في حال كان الاتجاه لاعتماد احد المشروعين القديم او الجديد معدلين.
وتشكك بعض الآراء القانونية في دستورية اي تمديد او تأجيل طويل غير مبرر حيث ستتيح هذه الخطوة ثغرة أمام امكانية الطعن لغياب مبرر موجب لهذا التأجيل طالما ان نقاش مشروع القانون استغرق في مجلس الوزراء 7 جلسات لتخرج بعد ذلك أصوات وازنة من القوى السياسية التي صوتت مع اقراره وتنتقد أبرز اصلاحاته المجسدة بالنسبية.
وفي حال تم تفادي خيار التأجيل، فان على المجلس ان يقول كلمته لجهة رفض الاصلاحات والسير بالانتخابات على اساس القانون الساري المفعول.

الإشكالية الزمنية

حول الإشكالية المثارة التي تقول بعدم إحتساب مهلة الاربعين يوما التي يتاح فيها لمشروع القانون البقاء في المجلس والتي "لا تحتسب الا من تاريخ عرضه في جلسة عامة"، يؤكد رئيس لجنة الدفاع الوطني والبلديات النيابية سمير الجسر لـ"صدى البلد" صوابية هذا الرأي لكنه ينوه الى ان المجلس النيابي وفي زمن الفراغ التشريعي، اي حين لا يكون هناك عقد عادي (من رأس السنة حتى 15 آذار) ويصار الى افتتاح عقد استثنائي بمرسوم من مجلس الوزارء، فانه يجب النظر في مشاريع القوانين المتاح نقاشها والآلية الدستورية لدراسة مشاريع القوانين وبتها وتماهيها مع آلية الدورات العادية.
ويقول الجسر أن اجتماع "اللجان اليوم سيكون تمهيدياً بحيث يتم الاتفاق على الآلية التي ستعتمد لدراسة المشروع ولتكثيف مواعيد الجلسات بهدف تسريع النقاش". علما ان من النواب من اطلع على مشروع القانون من 24 ساعة فقط ومنهم من لم يطلع عليه بعد.

تحويل المشروع

ويشير الجسر الى أن "تحويل المشروع من الحكومة التي تمثلنا لا يعني التسليم بكل تفاصيله حيث يجب ان يكون هناك تبادل آراء بشكل علمي ومجد يحترم وجود آراء مختلفة حول تفاصيل القانون حيث لا بد من الوصول الى تسوية في الرأي بين الاطراف السياسية المختلفة "، مؤكداً السعي الى الانتهاء من دراسة مشروع القانون من ضمن المهل الدستورية.
الجسر الخارج من اجتماع كتلة المستقبل بالامس قال ان "كتلته تؤيد الاصلاحات المطروحة". ولا يبدو ان المستقبل لا يحمل لائحة باشكاليات او ملاحظات جوهرية على مشروع القانون باصلاحاته.
أما الملاحظة التي يتقاسمها أكثر من طرف سياسي والمشككة في جدوى تطبيق النسبية على الدوائر الصغيرة، فهي محط نقد من قبل الجسر الذي يقول "بعدم جواز اعتماد قانونين انتخابيين على الاراضي اللبنانية كونه منافيا لمبدأ المساواة"، مقرا انه "لكل قانون حسناته وسيئاته، فاذا كانت النسبية في الدوائر الصغيرة تسفر عن بعض الحساسيات السياسية فهي من جهة أخرى تتيحُ تمثيل الجميع".


التأجيل المتاح

من جهته، عضو لجنة الإدارة والعدل النيابية النائب غسان مخيبر تمنى في حديث لـ"صدى البلد" لو أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري قام بتحويل مشروع القانون الى اللجان المشتركة بدلا من تحويله الى اللجان الثلاث كل على حدا، الأمر الذي كان سيسرع وتيرة النقاشات ويجعلها أكثر عملية حيثُ سيتعذر على سبيل المثال تواجد وزير الداخلية في الاجتماعات التي ستعقد في اوقات متزامنة.
ويؤكد مخيبر المبدأ القانوني القائل باحتساب مهلة الاربعين يوما المتاحة للمجلس للبت في مشروع القانون من تاريخ تحويله على الهيئة، مشيرا الى ان المجلس لن يكون امام ازمة وقت في حال كانت هناك رغبة سياسية في اقرار الاصلاحات والسير بالانتخابات وفقا للقانون الجديد المطروح مع التعديلات التي قد تطرأ عليه.
مخيبر يشدد على موقف كتلة الاصلاح والتغيير الذي يوائم بين اهمية اعتماد الاصلاحات واجراء الانتخابات في موعدها. اما التأجيل المتاح فهو ذلك الذي "سيسمح بدراسة الاصلاحات قبل اقرار مشروع القانون".
رئيس الجمهورية

القراءة الراصدة لمواقف القوى تبرهن التناقضات لا بل الازدواجية في الموقف بين قوى الصف الواحد في بعض الأحيان، وبين شخصيات بذاتها تعلن موقفا يناقض تصويتها في مجلس الوزراء مع الاصلاحات، على الرغم من الحديث الذي شهدت عليه طاولة مجلس الوزراء المنعقدة في بعبدا من تعهد الاطراف السياسية بتصويت كتلها النيابية لمصلحة اقرار الاصلاحات.
بدا رئيس الجمهورية ميشال سليمان حازما منذ البداية في إحترام المواعيد الدستورية لاجراء الانتخابات. وزير الداخلية ما انفك يثبت من خلال الأداء جهوزية وزارته لاجراء الانتخابات في موعدها، في حال حصل التوافق على اقرار الاصلاحات ام لا.

تيار المستقبل

تيار المستقبل لم يبد في خطابه ملاحظات جوهرية على النسبية، ونقل عن زعيمه رئيس الحكومة دعمه لاخذ الاصلاحات الوقت الكافي من النقاش، بعد أن كان يردد في وقت سابق، ولاكثر من مرة ثابتة ضرورة احترام المواعيد الدستورية للاستحقاقات.
كما ان النائب في كتلته عمار حوري صرح بأن "النسبية خطوة اصلاحية تطويرية لكن تفاصيلها تحتاج الى نقاش عميق بما يحدث تعديلات اساسية على القانون".

حزب الله

حزب الله لزم الصمت حيال اجراء الانتخابات البلدية وتفاصيل قانونها الجديد المطروح لمدة طويلة في حين كان المناخ الاعلامي يروج مقولة المقايضة بين موافقة الحزب على موازنة رئيس الحكومة وبين قبول الاخير لتأجيل الانتخابات. هذا قبل أن ينتفض الحزب على اتهامه بالرغبة بالتأجيل مخافة حرب اسرائيلية او انكشاف شعبية حلفائه المسيحيين في القرى والبلدات الصغيرة، فالرجل الثاني في الحزب حسم ان الحزب مع اجراء الانتخابات في موعدها سواء اقرت الاصلاحات ام لا. وهو التصريح الذي لا يتقاطع مع ما كان اعلنه الوزير فنيش من ان "الأولوية هي لادخال الاصلاحات قبل اجراء الانتخابات البلدية في موعدها".
ويذهب عضو كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل الله لتذكية حديث قاسم حين يفصح عن بدء حزب الله للعمل الفعلي في التحضير للانتخابات.

حركة أمل

النجاح التكتيكي للحزب في دفع الاتهامات عنه لا يوازيه إلا نجاح حركة أمل عبر التعاطي ذي الوتيرة المتسارعة لرئيس المجلس النيابي مع مشروع القانون وتحويله بصفة المعجل الى اللجان لدرسه، والتمهيد لنيته في الحفاظ على هذه السياسة في الايام المقبلة بما يعكس رغبة قيادة المجلس بتسريع خطى درس المشروع والبت فيه، وبما يساهم في دحض الاتهامات التي ترمي الى الباس المجلس عباءة اي تأجيل محتمل.
موقف بري هذا قد لا يناقض النقاشات الدائرة في عين التينة حول جدوى اعتماد النسبية في الدوائر الصغيرة وحول ما ورائيات اي افشال للنظرية النسبية في الانتخابات البلدية ذات الصبغة العائلية بامتياز، الأمر الذي سيرتد سلبا على طرح النسبية في الانتخابات النيابية مستقبلا.
أما حزب الكتائب فلا ينفك يعلن تأييده للاصلاحات لكنه يركز على طرح اعتماد الصوت التفضيلي في القوائم.

"التغيير والاصلاح"

التمايز بين مواقف أعضاء تكتل الاصلاح والتغيير في ما خص الموقف من مشروع القانون كان قد برز الى العلن في اكثر من مناسبة. النائب فريد الخازن يدعو الى تطبيق النسبية في البلديات الكبرى حصرا، ومخيبر لا يبدو متشجعاً لإعتماد النسبية في الدوائر الصغرى، كما ان لجنة خاصة من التيار أعدت لائحة بالاشكاليات المطروحة من شبيه معضلة كيفية تطبيق النسبية في البلديات المركبة كجونية، اضافة الى نية التيار اعادة طرح تقسيم بيروت. لكن الموقف الرسمي السياسي للتكتل يتوحد عشية اجتماع اللجان ليعلن نحن مع الحفاظ على الموعد الدستوري للاستحقاق الانتخابي ومع اقرار الاصلاحات في آن، ما يساهم في دحض اتهام جنرال الرابية بالرغبة بتطيير الانتخابات بحجة التمسك بالاصلاحات.

القوات وجنبلاط

القوات اللبنانية لا تدخل في التفاصيل التقنية وتعلن " نحن مع اجراء الانتخابات في موعدها بغض النظر عن اقرار الاصلاحات او عدمه".
وحده "القارئ الماهر في فنجان السياسة" وليد جنبلاط يجاهر بانتقاد النسبية ويجد فيها ما يساهم بتوليد خلل ديموغرافي وغيرها من الاشكاليات المطروحة.. ويبقى أن نرصد ضجيج اللجان..

Pascale El Dib

Pascale El Dib

بيان صحفي

    تحت عنوان "جمعيات وبلديات في خدمة الانماء المحلي" عقد " مؤتمر الحوار الشبابي الثاني" بدعوة من "جمعية نهار الشباب" في بيت عنيا- حريصا يومي السبت والأحد، بمشاركة ممثلين ل 25 جمعية أهليّة ومنظمة مدنية. وتناول موضوع العلاقة بين هذه الجمعيات والبلديات وسبل تفعيل التعاون لضمان توفير التنمية.

وخلص اللقاء الى مجموعة من الأفكار عمل عليها المشاركون وسيحملونها الى جمعياتهم لوضعها في اطار الفاعلية وفيها:

 

1)   ضرورة تنظيم العلاقة المشتركة لتنفيذ مشاريع ووضع الخطط التي تلبي حاجات الناس والابتعاد عن طابع التنافس السلبي.

2)   استحداث لجان داخل البلديات تتولى التنسيق بين الجمعيات العاملة في النطاق البلدي.

3)   ابعاد السياسة عن التعاون ورفض أن تتحوّل بعض الجمعيات غطاء سياسياً للأحزاب.

4)   امكان اجراء عقود رسمية بين البلديات والجمعيات لضمان استمرار عمل الأخيرة.

5)   القيام بحملات توعية على أهمية العمل وتشجيع الشباب على المشاركة ترشحاً واقتراعاً.

 

     وكانت الجلسة الأولى عرضت المسودة الثانية لقانون الانتخابات البلدية، أجاب فيها رئيس وحدة الحكم العام في مكتب رئيس الحكومة خليل جبارة عن أسئلة المشاركين وأوضح النقاط المهمة.

وبعد عرض الخبرات والتجارب الناجحة والفاشلة، ناقش المجتمعون والدكتور بول مرقص العقبات القانونية والاجتماعية التي تعطل التفاعل وكيفية تخطيها.

وعن التخطيط للعمل البلدي، عرض رئيس مؤسسة "وزنات" سمير قسطنطين السبل الاعلامية وضرورتها لعصرنة العمل ومأسسته، وأكد وجوب تنمية المهارات الشخصية للعاملين في التنمية.

     وكانت جلسة حوارية لسماع وجهات نظر الفريق الآخر، أي وزارة الداخلية والبلديات، ورؤساء البلديات، ورعى الجلسة الوزير زياد بارود عبر مستشاره ربيع الشاعر الذي تناول استراتيجية الوزارة للعمل البلدي داعياً الى تطوير هذا العمل وتطوير الكفايات والمهارات، شارحاً خطة مكننة العمل وتسهيل الاجراءات والاهتمام بالمرأة وبذوي الحاجات الخاصة، وعرض مفكرة مركز التدريب برعاية الوزارة، وأجاب عن أسئلة الحضور.

    أما رئيسة اتحاد بلديات الشوف السويجاني رئيسة بلدية بعقلين الدكتورة نهى الغصيني أبو عجرم فعبرت عن سرورها للمشاركة وعن حزنها لشعور البعض بأن البلدية هي طرف آخر، كأنها ليست منتخبة من الناس ولاتعبر عنهم، مؤكدة ان وقوف المواطنين والجمعيات تحديداً مع البلديات يساهم في نجاح الأخيرة. وشرحت العقبات الادارية التي تحول دون تطوير العمل البلدي وكذلك الموازنات الضعيفة والواردات المتأخرة. وتحدثت عن أمثلة ناجحة في التعاون.

وختم المؤتمر بشكر منسقه ماريو غريب مكتب المبادرات التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية في لبنان الذي مول المشروع، وللمشاركين وأذاع الافكار الأساسية المتفق عليها.

                                                               نهار الشباب

Diana Skaini

Diana Skaini

ديانا سكيني- البلد

خــلــي الــســيــاســة بعيدة عــنــا"، يحسم رئيس بلدية غزير إبراهيم الحداد محتجاً على احتمال تلبيس "
الجسم البلدي قانونا لا يشارك في حياكته ولــو مــن خــرم ابــداﺀ الـــرأي بالتصميم. ببساطة "لأنـــو السياسة بــس تفوت على البلدية بتخربها". لكن أليس العمل البلدي سياسيا بامتياز؟ "غير صحيح، أنت في لبنان".

أنت في لبنان، ليس فقط حيث الأحزاب تسد فراغ امعاﺀ مشاريعها من مائدة العائلات، لكن حيث أيضا "راح العمر وبعدنا منحكي بالانماﺀ المتوازن، بعدا طريق الفتوح- الضيعة خربانة، الشمال كله حزين والجنوب حالتو اضرب" كما يردد جان الهوا متوجها الــى منبر مؤتمر جمعية مــبــادرات للانماﺀ المنعقد بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ايبرت تحت عنوان "البلديات والتنمية المحلية- الواقع والآفاق". تخمد نبرة الرجل، لتفسح في المجال امام مداخلات صوبت على هموم انتخابات قادمة من دون موعد حاسم. أما لسان الحال الذي يعبر عن مزاج الحاضرين في القاعة الكبرى في بيت عنيا- حريصا فيختصره في لحظة متزامنة مع اقرار مجلس الـــوزراﺀ لاصــلاحــات المسودة الثانية وتحويلها الى مجلس النواب رئيس الجمعية المنظمة النائب في تكتل الاصلاح والتغيير فريد الخازن سائلا عن" مزايدة كامنة برفع السقف عبر القول بامكانية تطبيق النسبية على كافة الأراضي اللبنانية". وبعد أن ينتشي الحضور بخلاصة النائب مطلقا عــبــارات من قبيل" هــذا قانون ليس الزمان زمانه "، و" ما لنا نحن العائلات وما له ""، الاصلاح بالتدرج وليس دفعة واحدة "و" نعم للقانون القديم "، تخلص تسوية الخازن" اذا اردتم تطبيق الآلية النسبية فافعلواعلى البلديات الكبيرة".

يعلق أحد المخاتير المسنين المستند الى كتف رئيس بلدية عريق مهمهما فــي ســره "ومـــن ضيعنا الصغيرة لا تقربوا..".

"كوتا.. كوتا"!

بالحماسة الملتبسة نفسها التي تدب في جمهور يشاهد مقدم حفل فني يخطف قبلة على الخدمن فنانة مثيرة، يقابل جمهور المؤتمر الذكوري السلطة الأنثوية المقتحمة للمجالس البلدية على صهوة مشروع الكوتا.

ما ان تطلب سيدة من الجمهور الكلام، يصرخ الرجال "كوتا كوتا". تحمر وجنتا السيدة الكسروانية التي تقف سائلة عن معوق المال السياسي الذي يمنع ذكرا وانثى من الاقتراب من كرسي القرار

Diana Skaini

Diana Skaini

 

ديانا سكيني

يــقــارب الــبــاحــث كرم كــرم التوافق السياسي داخــــل مــجــلــس الـــــوزراﺀ على تبني مشروع قانون إنتخاب يعتمد التمثيل الـــنـــســـبـــي، مــــن زاويـــــة الإصلاح الذي يؤسس في مرحلته الأولى لمداميك التغيير الــمــرتــجــى في السوسيولوجيا السياسية اللبنانية فــي المراحل المقبلة الــتــي ستشهد محطات إنتخابية وفق قانون ستكون النسبية آليته الحتمية، على ألا تــلــحــق بــتــطــبــيــقــهــا في محطتها الأولى تشوهات تــصــبــح قــاعــدة وتــكــرس أعرافاً. 

يعود الباحث كرم كرم بالذاكرة الى العام ١٩٩٧ حين كان عضوا نــاشــطــا فــي حملة "بــلــدي بلدتي بــلــديــتــي" الــتــي كــتــبــت فــي أحــد شعاراتها "الانتخابات ما انعملت لــكــل واحــــد يــنــتــخــب ابـــن عــمــو".

يومها، في ليالي كانون الباردة، كان الشباب اللبناني المنضوي في الحملة يعتصم امام مجلس النواب على ابـــواب الانــتــخــابــات البلدية مشعلا جذوة احلام اصلاح بنيوي مرتجى.

كان كرم ورفاقه يعون ان "البلدية ليست ارضا لعائلة" وان التغيير لن يــكــون الا بتغيير الــقــانــون كونه مقدمة لتغيير السلوك الانتخابي الذي لن يتم بسحر ساحر بفعل ما هو نتاج تراكم تجربة وممارسة".

حــيــن يــقــارن الــدكــتــور الــذي حملت اطروحته الباريسية مقاربات إصــلاحــيــة لــلــواقــع الــلــبــنــانــي بين مشهدي الأمس واليوم، يستنتج أننا "انجزنا خطوات متقدمة" غير ان أسفه ينبع مــن واقــع "حصول الاصلاح" بالصبيج "بحيث لا يوجد تــيــار اصـــلاحـــي يــتــمــتــع بــرافــعــة سياسية، هكذا بتنا ننتهز اللحظة السياسية لـ" سرقة الاصلاح".

يرى كرم أن "الإصلاح المجتزأ غير المتأتي من واقع فعلي يأخذ فــي الإعــتــبــار الــتــجــربــة اللبنانية والأوضاع الإجتماعية والإقتصادية، يـــقـــوم بـــضـــرب مــنــطــق الاصــــلاح الفعلي". يــضــرب المثال التالي للدلالة على ما يذهب اليه (مثال افــتــراضــي) "حين يطرح إنتخاب رئيس البلدية ونائبه من الشعب دون وضع ضوابط تنم عن تصور لدور هذا الرئيس وعلاقته بالسلطة المحلية وكــيــفــيــة ادارة الحكم والتعاطي مع المسألة التنموية، حــيــنــهــا تـــكـــون فـــكـــرة انــتــخــابــه مــن الشعب مــجــتــزأة فــي إطــارهــا الاصــلاحــي لأن بــاعــطــائــه شرعية شعبية دون ضوابط للممارسة يتم التأسيس لتشوهات تصبح القاعدة.

تشوهات مماثلة لتلك التي لحقت باصلاح اتفاق الطائف وللممارسات التي اصبحت اعرافا مع الوقت".

يعتبر الباحث كرم أن النسبية هي إحدى الآليات العلمية الفعالة للتخلص من الطائفية والعشائرية، وان لم تعط النتائج المرتجاة منها في هذه الانتخابات فقد تعطيها فــي مــحــطــات انــتــخــابــيــة قــادمــة، ذلــك أنها تمنح اولية للتكتلات السياسية وتؤمن دوراً أفعل للقوى التي تحمل مشاريع سياسية على المستوى الوطني.

لا يرى كرم مشكلة في القول بأن تطبيق النسبية على البلديات الــصــغــيــرة تــفــرض ديــكــتــاتــوريــة الأحـــزاب أو الــزعــامــات السياسية على الــعــائــلات "فحتى لــو تحكم ١٤ زعيماً ببلديات لبنان ستبقى النسبية ممراً إجبارياً يمتّن دور الأحزاب مع الوقت". يُسأل: لكننا نرى في واقعنا أن الأحزاب تستعين با لعا ئلا ت بشكل كبير كر ا فعة إنتخابية؟ يُجيب: الأمر يعود الى لمصلحة طروحات الحزب نفسه لن تناسبه تراتبية الاسماﺀ في اللائحة وربما يغادر هذا الحزب".

يقللُ كرم من أهمية ما يثارُ حول الخشية من هيمنة فريق مذهبي على آخــر على مستوى البلديات المختلطة طائفياً. وبناﺀ على عدم مصلحة وعــــدم مــجــاهــرة اي من الأحزاب الكبرى بالرغبة بتهميش مذهب ما في المجالس البلدية، ترخي النسبية بمسؤولية تمثيل كافة المذاهب على القوة السياسية الفاعلة في البلدة او المدينة حيث سيكون الحزب الذي يغيّب الاقليات عن لائحته محط مساﺀلة.

ولا تكرّس النسبية نظام الرعاية الــســائــد بــقــدر مـــا تــكــرس نــظــام الأحزاب، ولو اتصفت المرحلة الأولى من تطبيق النسبية ببعض المناحي المصطنعة كالوضعية التراتبية للأسماﺀ المراعية للمعطى الطائفي التمثيلي.

في الشق الطائفي أيضا، لا يفهم كرم المنطق الذي سيجعل من قوة سياسية ذات لون طائفي طاغ تقدم على الترشح بثلاث لوائح للهيمنة على اكثرية المقاعد البلدية فاضحة سلوكها المذهبي أمام الرأي العام وخصومها السياسيين.

يــشــدد الــبــاحــث على "حقيقة" أن مقولة التعددية ليست حكراً على المنحى الطائفي، فثمة بلدات سكانها متنوعون سياسيا بشكل حاد، وهنا النسبية ستكون منصفة لهم.

أمــا من يهاجم النسبية على أنها أداة تعطيلية للمجلس البلدي وعامل فرقة يضرب مفهوم العمل الجماعي المنتج فــمــردود عليه بأمثال عملية من الواقع تشير بالاصبع الــى عــشــرات البلديات وغالبيتها من لون طائفي واحد او مختلط تدب فيها الخلافات بين الفريق البلدي الواحد مؤدية الى شلل وتعطيل، تمت محاولة النفاذ منه في احيان كثيرة عبر فتوى مداورة الثلاث سنوات بين رئيس وآخر في طريق البحث عن مخارج مصطنعة لوضع حد للخلافات.

واذا كان واقع الخلاف الداخلي في المجالس البلدية الذي يخلفه النظام الأكــثــري يــرد على مقولة التجانس المفقود الــذي تنتجه النسبية في البلديات، فان الخلاصة تشي بحتمية ا لعمل ا لجما عي داخــل الاحـــزاب وداخــل البلديات.

حتمية تــتــرائ كالتحدي الأبــرز الــذي سيصوب الــرؤيــة مع الوقت على المشروع وليس على الشخص او الطائفة.

وبناﺀ عليه، فان الإعتراف بالحق الـــذي كفله الــدســتــور اللبناني لــكــل مــواطــن لبناني بممارسة السياسة ومنحه حق الترشح لا يلغي حقيقة أن التنمية المحلية هي عمل سياسي بامتياز، وهي مــن واجــبــات عمل الاحـــزاب التي ما زالت متخلفة، بدائية التصور والتفكير، ما حتم عليها الاستعانة بالمستقلين الــذيــن لا يملكون مشاريع سياسية.

كــمــا أن الــــخــــروج مـــن واقـــع المرشح المستقل النافذ أو إبن الــعــائــلــة "يُــجــبــرُ الأحــــزاب على التفكير كأحزاب وليس كممثلين لــطــوائــفــهــم ويــجــبــرهــم عــلــى المأسسة وحمل البرامج".

ويربط كــرم بين فكرة العمل الفردي وبين الانانية التي تطبع الاجــتــمــاع الــســيــاســي اللبناني، وليس بينها وبين الفردية بما هي تنم عن فلسفلة التطور الحضاري المؤشرة الــى واقــع الانعتاق من الطائفة والعشيرة.

يؤيد كرم الكوتا بما هي تمييز ايجابي، مطالبا باقرارها بنسبة ٣٠ بالمئة، ذلــك "ان انتظارنا لــو عــي ا لمجتمع سيجعلنا في رحلة انتظار لعقود ترسخ دوراننا في الحلقة المفرغة". أما من يقول أن هذه البلدة ليس فيها نساﺀ قـــادرات على التعاطي بالشأن العام فيقابل بحدة الإجابة التالية "النساﺀ أكثر من نصف المجتمع، واذا كنا نتحدث عن صحة التمثيل فحريٌ بنا أن نمثل المهمشين والهامشيين". ويخلص الــى ان" الكوتا ستخلق دينامية اصلاحية اجتماعية".

لا يــذهــب كـــرم الـــى إنــتــقــاد احتساب التمثيل بدﺀا من نسبة ١٠ ٪ فهناك بلدان تنطلق من نسبة احتساب تبلغ ٥ ٪. يقول ان الحكومات عـــادة لا تخفض هذا الرقم عن عبث بل عن بعد نــظــر يــصــيــب هــدفــا ســيــاســيــا مباشرا. وفي مثل إفتراضي، "إذا تيقّن اليمين واليسار الفرنسي مــن أن لوبين (مــرشــح متطرف) يتمتع بقوة تقدر بستة بالمئة يقومان برفع نسبة بدﺀ الاحتساب التمثيلي للوائح الى ٪١٠".

أما نسبة الـ+ ٥٠ ١ التي تتحدث عنها الصيغة المتداولة للنسبية الــمــتــوافــق عليها سياسيا في مجلس، الــوزراﺀ فهي بحاجة الى "تقييم دقيق"، وفق كرم، الذي يقول "قــد يكون مــن المنطقي أن تمنح نصف المقاعد زائــد واحـــد للائحة تحصل على ٤٧ ٪ من الاصــوات، اما ان تمنحها لتلك الحاصلة على ٣٥ او ادني، فــفــي الامــــر مــبــالــغــة تستدعي اعــادة النظر".

. والجميع بانتظار خروج آلية الوزير زياد بارود الى العلن..

Front Desk

Front Desk

حزب الكتائب لا يقوى على "وردة" ... حتى الآن


إيلي الحاج  -
تدور خلف الكواليس في بيروت معركة صامتة ولكن شرسة على ملكية إذاعة "صوت لبنان"، التي لا تزال تحتفظ منذ تأسيسها خلال الحرب الأهلية عام 1975 بأعلى نسبة من المستمعين نظراً إلى أسبقية إنطلاقتها بين بقية الإذاعات مما يعطيها أفضلية مهما ساءت أحوالها ومرت بظروف دقيقة، على غرار محطة "أل بي سي" التي يتنازع على ملكيتها قضائيا رئيس مجلس إدارتها مديرها العام بيار الضاهر وحزب "القوات اللبنانية". لكن الجديد الذي طرح موضوع "صوت لبنان" بإلحاح في الأيام الماضية هو وفاة رئيس مجلس إدارتها مديرها العام سيمون وهيبي الخازن في عز نزاع  على الملكية مع مؤسس الإذاعة حزب الكتائب اللبنانية. نزاع يلفه المعنيون به بالسرية المطبقة والتكتم الشديد، فلا تتطرق إليه الصحف ولا وسائل الإعلام ولاحتى تلميحا، لكأنه غير قائم.  

بيروت: بصوت باكٍ أعلنت الإعلامية وردة الزامل، وفاة الخازن قبيل ظهر الثلاثاء الماضي ، وشددت في نعيها العاطفي على أنه نقل الإذاعة من فئويتها وحزبيتها إلى الموضوعية، معاهدة على السير على خطاه. وردة هي مديرة البرامج السياسية والمديرية التجارية في "صوت لبنان"، لكن دورها فيها منذ أعوام أهم من هذين الموقعين حتى أيام الخازن ويصح القول إنها أمسكت بموقع القرار بفضل شخصيتها "القوية" وشبكة علاقات سياسية ومالية في لبنان وخارج حدوده نسجتها مدى سنوات في عملها الشخصي- الإعلامي- السياسي- المالي. وغني عن القول إن المقصود بالصفة الفئوية والحزبية التي كانت للإذاعة هو حزب الكتائب الذي كانت تبدأ بثها وتختم بنشيده "هيا فتى الكتائب".

كان الخازن يعاني مرضاًعضالاً وصودف أنه كان يتلقى علاجاً من مرضه العضال عشية وفاته في مستشفى مار يوسف - الدورة الذي تترأسه الراهبة أرزة شقيقة رئيس حزب الكتائب، الرئيس السابق للجمهورية أمين الجميّل الذي كان في زيارة في المستشفى لإحدى شقيقاته التي ألمت بها وعكة، ولما علم بأن الخازن هناك أيضاً زاره في "لقاء وداع" استمر ساعة ونصفاً.

بعد إعلانها خبر رحيل الخازن حملت "وردة " على الجميّل أمام بعض الأشخاص  فكانت البداية للمعركة الصامتة، ورفضت في البدء نعي حزب الكتائب مع أن الخازن حزبي وشغل مرة منصب نائب رئيس الحزب فضلا عن عضويته في المكتب السياسي، لكن مداخلات أدت إلى تجاوز هذه العقدة .

 وخلال مراسم الدفن في كاتدرائية مار جرجس في وسط بيروت تقبل الجميّل التعازي نحو ساعتين وبعدما غادر حل محله نائبه في الحزب شاكر عون، لكن الرجل ما لبث أن فوجىء بالإعلامية وردة تطلب منه الإنتقال إلى الصفوف الخلفية، ولما أوضح أنه يمثل الرئيس الجميّل أجابته بأنه ليس وزيرا ولا نائبا ولا صفة له وعليه الجلوس في المقاعد الخلفية، فانتقل إليها مستاء. وبدا واضحاً أن عائلة الخازن باستثناء زوجته تؤيد قيادة "وردة" للمعركة من أجل إبقاء حزب الكتائب المطالب باستعادته الإذاعة، بعيداً عنها.

وكان في الكاتدرائية سجل تعازٍ لأسرة "صوت لبنان" كتبت عليه الشخصيات المشاركة عبارات المؤاساة التقليدية، باستثناء رئيس اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الذي كتب: "إلى اللقاء، قريباً". عبارة ترجمتها "سنستعيد الإذاعة قريباً" عرف بها الموظفون العاملون فيها، وزادت التشنج المكبوت بين معظمهم و"وردة" التي دعت إلى اجتماع عام استثنائي سينعقد قريباً.

في بدايات الأزمة: خلال السنة 1992، في عز السيطرة السورية على لبنان، وضع قانون للإعلام فرض إنشاء شركات مختلطة بأسماء أشخاص لطلب تراخيص لكل وسيلة إعلامية وفق شروط معينة.

بالطبع كان التطبيق استنسابيا ووفقا لمنطق الحصص . كان آل الجميّل مبعدين عن لبنان والحزب آنذاك، وأسس حزب الكتائب بقيادة رئيسه الراحل جورج سعادة الراحل شركة "الشركة العصرية للإعلام"، رئيس مجلس إدارتها مديرها العام سيمون الخازن الذي كان يعتبر مهندس العلاقات بين الحزب ومراكز القرار السورية في لبنان في تلك الحقبة.

بعد وفاة سعادة ظل الخازن من القريبين من رئيس الحزب الوزير السابق كريم بقرادوني الذي كان بدوره يعدّ من الدائرة الضيقة التي أحاطت بالرئيس السابق للجمهورية إميل لحود . ولكن بعد عودة آل الجميّل إلى الكتائب وتسلمهم الحزب غيّرت الإذاعة اتجاهها السياسي بطريقة "مدوزنة" جعلتها مؤيدة لقوى 14 آذار/ مارس ولكن من خلال آل الحريري وليس الجميّل مع مراعاة دائمة لأخبار الكتائب ورئيسها.

وعندما بدأ البحث في وضع المؤسسات الحزبية تبين للجميّل إن الإعلامية وردة خصوصا حبكت علاقة خاصة مع زوجة الرئيس الراحل رفيق الحريري السيدة نازك المقيمة دوماً في باريس ساهمت في تأمين نوع من "مظلة" مالية - سياسية للإذاعة من خلال قرض من "بنك البحر المتوسط"، كان الخازن يردد إن قيمته لا تتجاوز مليونا ونصف مليون دولار وكان في الأساس من مصرف Allied bank الذي اشتراه "المتوسط" فانتقل الرهن إليه، فضلاً عن عقد مع شركة FMS - Future marketing services  التي تتولى تأمين الإعلانات للمؤسسات الإعلامية التابعة لـ "تيار المستقبل" : تلفزيون المستقبل، قناة أخبار المستقبل، جريدة المستقبل، إذاعة الشرق. بموجب هذا العقد تلتزم شركة الإعلانات تقديم مبلغ لا يصل إلى مئة ألف دولار في حده الأ]نى يكفي لتوفير الجزء الأكبر من مصاريف الإذاعة وضمان إستمرارها. لكن ثمة ألسنة يتعاطى أصحابها هذا الموضوع تقول إن هذا هو الوجه المعلن من المساعدات، وإن هناك "حقيبة سوداء" موازية تفتح لقاء خدمات سياسية - إعلامية، إنما يظل يعوزهم الدليل.

هل طالب الرئيس الجميّل رئيس "تيار المستقبل"، حليفه الذي أصبح رئيس الحكومة سعد الحريري بمساعدته في استعادة الإذاعة، نظرا إلى أن مال الحريري هو الذي يمدها بالحياة ؟ لا أحد يعرف، وبالأحرى لا أحد يفصح. لكن الأكيد إن حملة قيادة الكتائب التي اتخذت طابع التحامل والتهجم أحياناً على الأمانة العامة لقوى 14 آذار/ مارس، وإعلانها انسحاب الحزب من هذه الأمانة والإطار التنظيمي للحركة مع بقائها في "14 آذار" انطلقت  من هذه الخلفية. وربما راكم تخصيص الكتائب بمقعد واحد في الحكومة وعدم إيكال وزارة التربية إليه بل وزارة الشؤون الإجتماعية، إستياء الحزب الحساس في موضوع التعامل معه وحجمه الشعبي والسياسي، فضلاً عن شعوره بأن حقه مسلوب ما دام لم يستعد "صوت لبنان" التي نقلها الخازن و"وردة" من ولاء إلى ولاء .

 يذكّر كتائبيون بأن آخر شخص اتصل به وزير الداخلية السوري اللواء غازي كنعان الذي حكم لبنان طويلاً قبيل "انتحاره"، كان بـ"وردة"، في إشارة تحمل الكثير من الدلالات ( ثمة طرفة تُروى عن الرئيس الراحل لحزب الكتائب جورج سعادة إذ اشتكى بعض المسؤولين الحزبيين أمامه من حال الإذاعة وسألوه هل هذا قدر لـ"صوت لبنان" أن تحكمها غمرأة؟ فأجابهم بسرعة بديهته :"روقوا يا شباب ، كل واحد منكم عنده وردته").

الكتائب والإذاعة و"14 آذار"

 عودة إلى الجدّ: طبيعي أن تثير حملة الكتائب على الأمانة العامة لقوى 14 آذار بعيد تأليف حكومة الحريري حيرة لدى المهتمين غير المطلعين على دقائق الأمور. فلا أحد في لبنان حتى الآن يعرف إذا كان حزب الكتائب هو عضو في ذلك التحالف أم لا، ولا الكتائبيون يعرفون، وفي الحالين لم تقدم الحزب تعليلاً لموقفها الملتبس أقله إلى المحازبين.
 
ومرة أبلغ مسؤول في الأمانة العامة قيادة الكتائب صراحة : "مشكلتكم ليست معنا وليس في يدنا حلها ، هذه مشكلة( الإذاعة) عليكم أن تحلوها مع سعد الحريري". ولعل أكثر ما يحمل على الإقتناع بأن موضوع الإذاعة- الذي تفضل قيادة الحزب معالجته بعيدا عن الأضواء - حكم مواقفها لفترة ، هو تصدي مستشار الرئيس الجميّل سجعان القزي، الموعود بتولي إدارة "صوت لبنان" بعد استردادها، لدور دونكيشوتي في الهجوم على كل ما يمت إلى "الأمانة العامة"، تعويضاً عن عدم القدرة أو عدم الرغبة في التصويب على الحريري و"المستقبل" اللذين يتسبب الإشتباك السياسي والإعلامي معهما بخسائر أكيدة للكتائب.

سجعان القزي نفسه الذي اضطلع لفترة بدور المستشار العقائدي للرجل الثاني القوي في الكتائب النائب سامي الجميّل كان تولى بناء على تكليف من الرئيس الراحل بشير الجميّل تأسيس "إذاعة لبنان الحر" التي عادت إلى حزب "القوات اللبنانية" بقيادة رئيسه سمير جعجع، في حين بقي حزب الكتائب محروما وسيلة إعلامية توصل صوته إلى جمهور واسع، رغم أنه أعاد إصدار صحيفة "العمل"، أسبوعية وبحجم تابلويد ، في خطوة رمزية للكتائبيين، وأطلق موقعا إلكترونياً صاعداً.

 إلا أن تأثير سجعان القزي الداعي إلى نظام فيديرالي للبنان في نجل رئيس الحزب يثير جدلاً والتباسات لدى القريبين من الحريري، فهؤلاء يتحدثون عن فرق واضح في مقاربة الأمور بين النائب سامي الجميّل وشقيقه الوزير بيار الجميّل الذي اغتيل بسبب التزامه القوي مع 14 آذار التي تعني الشراكة المسيحية- الإسلامية، في حين تنم مواقف النائب سامي عن يأس من المسلمين اللبنانيين، وتفضيل للإنفصال عنهم رغم أنهم يرفعون شعار "لبنان أولاً" الأثير لدى الكتائب أباً عن جد .

 وذلك في موازاة تقرب النائب الجميّل من حلفاء "حزب الله" ودمشق المسيحيين، من النائب الجنرال ميشال عون إلى النائب سليمان فرنجية.  في ظل هذا الواقع يستبعد هؤلاء القريبون من الحريري أن يقدم الرجل بسهولة هدية إلى الجميّل وسيلة إعلامية قوية يمكن أن يستخدمها من خلال سجعان القزي المتحفز لأسبابه الشخصية على ما توحي مواقفه أحياناً، للتنكيل بمن باتوا يعرفون بـ "مسيحيي 14 آذار"، فكيف إذا أضيف إلى هذه العوامل واقع "العلاقة الخاصة" بين "وردة" والسيدة نازك التي يجلّها سعد الحريري؟

الدعوى القضائية جاهزة

هل يقدم حزب الكتائب دعوى قضائية ضد "وردة" واستطراداً ورثة الخازن الممثلين بنجله عماد الذي عينه والده الراحل نائباً له في الشركة التي تدير الإذاعة؟ تكشف مصادر حزبية لـ "إيلاف" إن الحزب غير مستعجل اللجوء إلى القضاء ويفضل حل المشكلة بعيدا عن الطابع الذي اتخذته المشكلة بين حزب "القوات اللبنانية" ورئيس مجلس إدارة "المؤسسة اللبنانية للإرسال- إل بي سي" مديرها العام بيار الضاهر. ويوضح هؤلاء أن جعجع كانت له مصلحة في رفع الدعوى على الضاهر خلال تولي البروفسور ابرهيم نجار وزارة العدل ممثلاً "القوات" في الحكومة.

 أما حزب الكتائب فيفضل حلاً أسرع من خلال إتصالات وعلاقات وتسويات على رغم أنه أعد كل الملفات لرفع دعوى قضائية إذا لزم الأمر . وفي أي حال سيكون ثنائي "وردة" - الخازن الإبن ومن معه مضطرين إلى إخلاء مبنى "صوت لبنان" في الأشرفية في أيلول / سبتمبر المقبل لانتهاء عقد الإيجار بين الحزب مالك المبنى الذي يضم 11 طبقة وبين "الشركة العصرية" التي تستثمر "صوت لبنان" التي تشغل 5 طبقات منها، وثمة من يشير إلى أن الشركة المذكورة تعد استديوهات جديدة لتنتقل إليها "صوت لبنان" في منطقة الضبية بعد انتهاء مدة الإيجار. وإذا صح ذلك فستندلع مواجهة علنية قد تنتقل إلى الموجات الأثيرية .

ويتكشف في المعلومات ان حزب الكتائب أنشأ شركة إعلامية سماها " الشركة الجديدة للإعلام" رئيسها ( الوزير حالياً) سليم الصايغ ومديرها العام سجعان القزي، وقد نالت هذه الشركة ترخيصا بإذاعة من الفئة الأولى أي إذاعة جديدة .

 وإن ثمة نزاعا على اسم الإذاعة الذي تقدر قيمته بعشرات ملايين الدولارات لم تتبلور وجهته بعد ، إذ تقول مصادر قيادة الكتائب إن الخازن استخدم اسم الإذاعة والحق في البث منها بموجب إيجار أو عقد استثمار، وعدل لاحقا في اسم شركته فأصبح "الشركة العصرية للإعلام- إذاعة صوت لبنان" خلافا للقانون، وإن من الطبيعي عندما يطلق الحزب إذاعته أن تكون "إذاعة صوت لبنان".

لا يتداول أحد هذه المعلومات، ولكن لا بد أن تخرج إلى العلن، وقد تكون وفاة سيمون الخازن فتحت الباب على حل ما يحفظ ماء الوجه للجميع، على رغم أن أجواء "وردة " تفيد أنها ذاهبة إلى مواجهة قاسية مع الحزب التاريخي الذي احتفظ بالإذاعة سلاحاً لأيام الشدة  ، في علبة وضعها جوزف أبو خليل، الكاتب والمفكر السياسي ورئيس تحرير جريدة "العمل"، في تخيتة منزله بعد "ثورة" 1958 لتعاود البث ذات يوم من الحرب الداخلية القاسية في 1975 بعبارة "هنا صوت لبنان، صوت الحرية والكرامة"، مفتتحة عهد الإذاعات الخاصة في لبنان قبل أن تظهر التلفزيونات الخاصة بدءاً من عام 1985 مع "إل بي سي" فتنطوي مرحلة الراديو الذهبية.


Reference: Tayyar.Org

Diana Skaini

Diana Skaini

سجلَ الإجتهاد القانوني وثبة نوعية باصدار القاضي جون القزي حكما يعتبر احد ضحايا الطائرة الاثيوبية غائبا في حال يغلب عليها الهلاك. ومكنَ الحكم احد وكلاﺀ العائلة بادارة ممتلكات "هذا الغائب" والتصرف فيها تحت إشراف المحكمة بعد مدة زمنية قصيرة من غيابه. وبهذا يكون الاجتهاد قد سدّ ثغرة في نص القانون كانت تنتج عنها تعقيدات متعددة الاوجه ابرزها استغراق القضايا المماثلة لوقت طويل أمام المحاكم. ويحاكي الحكم خصوصية مأساة الطائرة المنكوبة التي استدعت مقاربة "ترتقي الى درجة الرعاية والمواكبة، تقابل الحدث الصاعق بما يؤمن مظلة قانونية استثنائية، ولو اختصرت مراحل التحقيق".. وقد توسعت هذه المقاربة التفسيرية للنصوص، "تقاطعا وتكييفا وتصنييفا، طالما ان الواقعة هي عامة، بمتناول الجميع، وللقاضي في هذه الحال ان يبني عليها ومن خلالها السند المبرر لترسيخ القناعة وتجاوز بعض الشكليات في التحقيق التي تستدعي وقتا".

وفيما يلي تنشر صدى البلد نص الحكم الذي صدر اول من امس:

إن محكمة الدرجة الاولى في جبل لبنان. الغرفة الخامسة في جديدة المتن، الناظرة في قضايا الاحوال الشخصية، برئاسة القاضي جون القزي وعضوية القاضيين رنا حبقا ولميس كزما. وبعد الاطــلاع على الاوراق، ولدى التدقيق في مآلها، تبين لها ان المدعي (نتحفظ عن ذكر الاسم)، قدم بواسطة وكيله الاستاذ ريمون الهاشم، استدعاﺀ تسجل لدى القلم بتاريخ 2010/2/8 بالرقم /624، 2010 طلب بموجبه بصفته والـــدا للسيد (....) الــذي كــان مــن عـــداد المسافرين على الطائرة الاثيوبية المنكوبة، وجدا للولدين (....)، القاصرين، تظهير مظهر قــانــونــي (...) يمكّنه من العناية بمصالحه وعائلته لحين جــلاﺀ واقــع الــحــال، مدليا بالحاجة الدافعة والماسة الى اتخاذ القرار حفاظا على الحقوق وهو ابرز تأييدا وتدليلا المستندات الآتية: 1- البطاقة الالكترونية الخاصة بالسيد (...) 2- صورة جريدة البلد، صفحة الوفيات - 26- 3- بيان قيد عائلي للسيد (...) 4- سجل عدلي حديث عائد للمستدعي 5- جردة بالاموال المنقولة وغير المنقولة وبــنــاﺀ عليه ولـــدى الــمــذاكــرة، وحيث ان المحكمة، ومنذ وضعت يدها على حيثيات هذه القضية، استوقفتها، واقعا وقانونا، ضميرا ووجدانا، الخصوصية التي تلازمها، تبعا لمأسوية الفاجعة، وكارثية النتائج، مع تراخي وجع الانتظار على رجــع آمــال وآلام تــتــراوح بين غياب يغلب عليه حــال الهلاك، وبــيــن وجــوبــيــة الـــقـــرار الــحــاضــن والحامي والحافظ...

وحــيــث أن الخصوصية هــذه، تقوم على ظــروف واقعة الغياب الــمــريــرة وملابساتها المأسوية، مــع عـــدم وجــــود جــثــة تــتــيــح في هذه المرحلة إعــلان الوفاة قانونا وترتيب النتائج على صعيد الارث والوصاية والقيمومة... في موازاة تعدد وسائل التحقيق المفروض اعتمادها في حال الفقدان والتي عرض لها قانون 1959/6/23 (قانون الارث لغير المحمديين) في المادة 33 منه وما يليها، وهي تستغرق وقــتــا ضمن آلــيــة ملحوظة واقعا ومدى، تصل الى الاربع سنوات.

وحــيــث ان خصوصية مأساة الطائرة المنكوبة، انما تستدعي والــحــال هــذه مقاربة ترتقي الى درجــة الرعاية والمواكبة، تقابل الحدث الصاعق بما يؤمن مظلة قانونية استثنائية، ولو اختصرت مـــراحـــل الــتــحــقــيــق، وتــوســعــت المقاربة التفسيرية للنصوص، تقاطعا وتكيفا وتصنيفا، طالما ان الــواقــعــة هــي عــامــة، بمتناول الجميع، وللقاضي في هذه الحال ان يبني عليها ومن خلالها السند المبرر لترسيخ القناعة وتجاوز بعض ا لشكليا ت فــي ا لتحقيق التي تستدعي وقتا، من دون ان يصنف الامر في خانة المعلومات الشخصية، وذلك بصراحة المادة 141 من قانون الاحوال المدنية وحــيــث ان، للقضاﺀ وتفعيلا لاحــكــام الــمــادة 589 مــن قــانــون الاصول المدنية ان يتوسل التدابير المؤقتة والاحتياطية الضرورية لحفظ الحق ومنع تفاقم الضرر وحيث ان حال الغياب المعروضة راهـــنـــا، انــمــا هــي حـــال يــلازمــهــا ويظللها الهلاك، ما يجعل المحكمة مقتنعة بحيثياتها المبررة لترسيخ القناعة، بدون الحاجة الى تحقيق اضــافــي، فــالــمــســتــنــدات الــمــبــرزة تبين ان السيد (...) كان في عداد المسافرين في رحلة الموت التي قادت الطائرة الاثيوبية فجر /25 2010/1 الى قعر البحر، بعد دقائق من اقلاعها في المطار في بيروت، وقــد انتُشلت فــي ايــام الانتظار النازفة، جثث عدد من الركاب، لم يكن السيد (...) من بينها، حيث صلى اهله، والده المستدعي وولداه القاصران (...)، ومحبوه على نيته يوم الثلاثاﺀ في /2/2، 2010 كما فعل الكثيرون من عوائل الغائبين المنتظرين على جمرة الوجع.

وحـــيـــث ان الــمــحــكــمــة وهــي تكتفي بما قام لديها في الملف مــن اثــبــاتــات، وتبعا لما استقته من معلومات عامة هي بمتناول الجميع، وبــهــدف تأمين حقوق الــولــديــن الــقــاصــريــن (...)، ولــدي الغائب، على الصعيدين المعنوي والــمــادي، انما تجد فــي مؤسسة القيمومة على اموال الغائب الاطار الانجح في هــذه المرحلة لتأمين هذه الغاية، عبر تعيين المستدعي والد الغائب وجد القاصرين، وهو المفجوع بصبر والمرتجى بإيمان والحاضن لحفيديه، يرعاهما بعد طلاق والديهما واستقرارهما مع الوالد، قيما على اموال ابنه الغائب، يديرها تحت اشراف المحكمة، بما يتلاﺀم ومصلحة العائلة لحين جلاﺀ واقع الحال حيث يصار الى اجراﺀ المقتضى الملائم.

فانها تقرر بالاتفاق، وفي هذه المرحلة: : اولا اعتبار السيد (...) غائبا في حال يغلب عليها الهلاك ثــانــيــا: تعيين المستدعي السيد (...) قيما على اموال ابنه الغائب (...) له وعليه، ما للقيّم وعليه من حقوق وواجبات، على ان يمسك دفترا خاصا بالقيمومة، يــدّون فيه حركة الاموال، المنقولة وغير المنقولة، تحت اشراف المحكمة، ويقدمه اليها عند الاقتضاﺀ.

ثــالــثــا: ابـــلاغ امــانــة السجل العقاري المختصة لتدوين اشارة هذا القرار على صحائف العقارات الخاصة بالغائب.

رابــعــا: ابــلاغ المصارف حيث للغائب حسابات مصرفية مآل هـــذا الــقــرار لاجــــراﺀ المقتضى المتلائم وحيثياته.

خامسا: حفظ حق المستدعي القيّم، بصفته هــذه، بمراجعة الــمــحــكــمــة لاتـــخـــاذ الــتــدابــيــر الاحــتــيــاطــيــة الــحــافــظــة لحقوق الـــقـــاصـــريـــن، ولـــــدي الــغــائــب، حفيديه، ادارة وتراخيص، عند الحاجة.

سادسا: ابقاﺀ النفقات على عاتق من تحملها.

ســابــعــا: وعــلــى ان ينظر في ضــوﺀ ذلــك بالمقتضى تبعا لما يستجد.

Diana Skaini

Diana Skaini

هل آن الأوان لتعلو صرخة المجتمع المدني محركة ثبات بعض السياسيين الذين يجاهرون علناً بموافقتهم على اقرار الزواج المدني الاختياري دون ان يحركوا ساكنا لتفعيل ملفه عبر اقتراح او طرح مشروع قانون أو تواطؤ في دعم حملة تشبيك لجهود المجتمع الاهلي المناضل لاقرار هذا القانون؟

هل يخاف رجال الدين والسياسيون في معرض رفضهم للقانون من غلبة عددية لهذه الطائفة او تلك؟ ألا يعرفون أن امعانهم في الرفض يؤسس لنتائج سلبية (وفق معاييرهم) قد تفوق سلبية اقرار الزواج المدني؟ .

هكذا بات يتزوج المسيحي عند الشيخ ويقول اسلمت، ويتزوج المسلم في الكنيسة ويقول اعتنقت المسيحية، قبل ان يسجل ابنه في دوائر الاحوال الشخصية وفقا لمذهبه، وقبل ان يدفن في مقبرة قريته! . هكذا يبحث العروسان من دينين مختلفين، من غير القادرين على بلوغ قبرص، عن فتوى واجتهاد لعقد قرانهما مرة عند شيخ ومرة عند كاهن!

هكذا ايضا كان إجتهاد المفتي علي الأمين بجواز عقد قران مسلمة ومسيحي وفق الشريعة الاسلامية على القاعدة نفسها التي تبيح زواج المسلم من مسيحية، كان الحل للعروسين الذين لم تتح لهما الظروف بلوغ قبرص، والأهم أنهما ارادا ارضاﺀ منظومتيهما الاجتماعية من نا حية العروس التي كتبت كتابها لكن اولادها سيكونون مسيحيين في سجلات دوائر النفوس.

 

ديانا سكيني

 

كــان لتشدد المستويين الديني والسياسي فــي رفــض اقـــرار الـــزواج المدني الاختياري آثار كبيرة قدلا يكون قد حان الزمن بعد لرصدها بوسائل علمية خصوصا اذا كان الحديث عن احصاﺀات انتقال لبنانيين من دين الى آخر، وهو الأمر الذي كرس مفاعيل سلبية تفوقت على تلك التي كانت ستنتج فيما لو تم اقرار هذا الزواج وفقا لمعايير رجال الدين.

فما يصح وصفه بالتحايلُ على قوانين الأحوال الشخصية بات ظاهرة متفشية في المجتمع اللبناني، وهي تؤسس لحقائق جديدة يراها البعض ويصمت او انه لا يراها اصلا.

البحث عــن الــمــخــارج الــتــي تتيح للزوجين الارتباط وفق الشروط التي ترتضيها المنظومة الاجتماعية ارضاﺀ اهل العروسين، لا بل ايضاً الظروف الاقتصادية، إذا كان الحديث عن عدم التمكن من تكبدتكاليف الزواج المدني في قبرص والرغبة في عدم مواجهة اصطدامه بقوانين الاحوال الشخصية اللبنانية، مستقبلا هذا التحايل بات يتخذ وجوها متعددة.

هــكــذا قـــد تــجــد شـــابـــاً مسلما يصرح لاحد الكهنة انه يريد اعتناق المسيحية من اجــل الــزواج بحبيبته المارونية، فيتمم الكاهن زواجهما الكنسي على هذا الاساس، تمر سنتان ينجب خلالها الزوجان ويتم تسجيل الطفل في دوائر الاحــوال الشخصية على أنه مسلم!

بــالــطــبــع، قــــام الــكــاهــن بــتــزويــج العروسين في هذه الحالة على أنهما مسيحيين. ذلك أن الديانة المسيحية لا تتيح الزواج الكنسي للمسيحي من مسلمة او للمسيحية من مسلم بشكل مطلق.

أما في الإسلام، فتكثر الإجتهادات التي تتيح زواج المسلم من مسيحية فيما الفتاوى التي تتيح زواج المسلمة من مسيحي يصح القول انها نادرة جــــدا، وهـــي ان وجــــدت فــالــتــيــارات الاعتراضية التي تقابل بها تعتبر جمة. هكذا وصــل الامــر الــى تكفير حسن الترابي في السودان لفتوته التي اجازت هذه الزيجة.

وفــي لبنان، يعتبر عــدد المشايخ الذين يقومون بعقد قران المسلمة على مسيحي قليل جدا.

المفتي علي الأمين من بين قلة من العلماﺀ الشيعة الذين اقروا مبدأ زواج مسلمة من كتابي، علما ان الاجماع بين الفقهاﺀ المسلمين على هذا الرفض اعتبر في الماضي دليلاً شرعياً على عدم جوازه.

ووفق رؤية المفتي الأمين، فان هذا الإجماع يعتبر دليلا صامتا وليس دليلاً ناطقاً "لنأخذ بعمومه أو خصوصه، فيؤخذ بالقدر المُتﱠيقن الذي يكشف عنه الإجماع يقيناً وأما ما زاد على ذلك فلا يكون الإجماع دليلاً عليه وليس حجةً فيه". كماان الإجماع يخضع لحركة الإجتهاد ولا يكون مــؤداه نهائياً ولا يجعل الباب مغلقاً حول هذه المسألة وأمثالها لأن الاجتهاد لا يعطي صفة الــقــداســة والنهائية للنتائج التي يتوصل إليها المجتهد كونها تعبر عن فهم خاص به.

امــا الفتاوى فهي "نتائج لحركة الإجــتــهــاد وليست نــصــوصــاً دينية بالمعنى التشريعي والمقدس، وفهم النص الديني ليس من المقدسات التي لا يجوز تجاوزها. من هنا، يمكن للفقيه النظر في هذه المسألة مجدداً رغم تداول المنع بين الفقهاﺀ فيناقش في هذا الإجماع المدعى وأنه مختص بحالة الرفض لمعتقد المرأة المسلمة وعدم احترامه لها". واذا ما عدنا الى مفهوم زواج المسلم من الكتابية، فانه قائم على اساس إحترام معتقد الزوجة لأن المسلم "لا يكون مسلماً إلا إذا آمن بعيسى المسيح والنبي موسى وسائر الأنبياﺀ، وقد جاﺀ في القرآن الكريم ما ينفي صفة الرفض للإسلام كدين سماوي عن أهل الكتاب".

ويشرح المفتي في احدى محاضراته في جامعة هلسنكي: انك قد تحترم ديناً ولكنك لا تعتقد به وقد تؤمن به كدين سماوي من دون أن تعمل بأحكامه وفي القرآن الكريم إشارة إلى هذا المعنى: وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنــزل إليكم ما أنــزل إليهم خاشعين لله ولا يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب (سورة آل عمران- آية-199- وأيضاً قوله تعالى: ) ولــتــجــدنّ أقربهم مـــودةً للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون سورة المائدة - آية -82-.

والحاصل أنه عندما يكون هناك احــتــرام مــتــبــادل للعقائد والأديـــان السماوية، لا تكون هذه الحالة مشمولة للإجماع المدعى كما أنها غير مشمولة للحكمة المستفادة من المنع القائم في تزويج المشركات والمشركين وهي حكمة الإستقرار حفاظاً على الاستمرار في العلاقة الزوجية".

هــذا المعطى الديني مضافا الى ثابتة مساواة المرأة والرجل التي يقول بها القرآن الكريم، يصحان منطلقا "لمقتضيات أصول البحث العلمي في عملية استنباط الحكم الشرعي وقد رأينا أن بعض الفقهاﺀ يستند في المنع من الزواج المختلط إلى آية المنع عن التزاوج مع المشركين ويفتي في نفس الوقت بجواز زواج الرجل المسلم من المرأة الكتابية وفي هذا تناقض واضح وخروج عن النهج المألوف في عملية الاستنباط للأحكام الشرعية وهذا الاستدلال الضعيف يدلنا على أن الإجماع الُمدﱠعى يستند إلى وجهٍ ضعيف ومايستندإلى الضعيف يكون ضعيفاً ولا أقل من الإحتمال فيبطل حينئذٍ الإســتــدلال ويؤخذ بالمقدار الذي يكشف عنه الإجماع على سبيل الجزم واليقين وهي صورة عدم الإحترام المتبادل بين الطرفين على مستوى العقائد والأديان السماوية".

توضح هذه المسألة، وفق المفتي الامين، إمكان تجاوب عملية الإستنباط مــع المسائل المستحدثة مــن دون التخلي عن النصوص الدينية.

وينطلق المفتي في فلسفته الاجتهادية من كون "الامر الذي يجعل من التشريع الإسلامي ماضياً وحاضراً يتناول بأصوله وقــواعــده ونصوصه المسائل المستحدثة. هو العقل. حيث إن الفقهاﺀ عندنا يعتبرون العقل من مصادر التشريع الهامة وهــم قالوا إذا تعارض الدليل النقلي مع الدليل العقلي فــإن التقديم يكون لدليل العقل وقد جاﺀ في القرآن الكريم وفي كثير من الأحاديث الدينية التأكيدعلى مكانة العقل وتجديد النظر والفكر في المسائل والقضايا الموروثة والتي قد يعتبرها البعض من الأمور اليقينية التي لا تحتاج إلى الإستدلال كونها أصبحت جزﺀاً من الفكر والسلوك".

يذكر أن عــدد من العلماﺀ الذين كانوا يقومون بعقد قــران المسلمة من مسيحي وفق الشريعة الاسلامية أحجموا عن الأمر بسبب الاعتراضات الكثيرة التي واجهتهم من بيئتهم الدينية التي عارضت اشد معارضة عقد القران وخصوصا، في ظل انتقال الاولاد الى ديانة والدهم بحكم بالامر الــواقــع والــقــدرة التحكمية لقوانين الاحوال الشخصية في لبنان، ناهيك عن الطائفية المتغلغلة في فلسفة ادارة الحكم والتوافق حول القوانين واقرارها.

 

Diana Skaini

Diana Skaini

يرتفع صوت وزير السياحة فادي عبود منفعلاً كلما أنهى حكاية سائح مع سائق تاكسي، أو حكاية الوزارة مع صلاحياتها وميزانيتها. وما يستغربه الصناعي، كثير، بدءاً من أن نسبة الرحلات السياحية المنظمة إلى لبنان لا تتجاوز الثلاثة في المئة، وصولاً إلى الوزارة التي يحمل حقيبتها، وتُعامل معاملة «تلميذ الصف الضعيف الذي يستقوي عليه الجميع»، على ما يصفها.
غير أنه يبدو جدياً في إصراره على تغيير الصورة. تغيير ينطلق من «معركة» صلاحياته، هو المسؤول قانوناً عن السائح ما إن تطأ قدماه لبنان، و«معركة» صلاحيات الشرطة السياحية التي يبلغ عديدها 25 عنصراً من المفترض ان يعملوا على كامل مساحة البلد، وهو المضحك المبكي بحسبه. لكن التغيير الأساسي هو في مأسسة القطاع السياحي، ومثله على هذا يأتي من المصنع: لا أحد يبتاع آلة تعمل ثلاثة أشهر وتتوقف في الأشهر المتبقية. كذلك، فإن السياحة يجب أن تنشط 365 يوماً في السنة، في كل لبنان، وليس حصراً على العاصمة فحسب. عبود يسعى إلى إنماء سياحي يمنع عن الفنادق في طرابلس وصور وحتى الجبل والمتن وكسروان، الخواء الذي تشهده في غير موسم الصيف، هي التي لا تبلغ نسبة الحجوزات فيها، حتى صيفاً، اكثر من خمسين بالمئة.
الافكار في جعبته كثيرة. أنواع السياحة الكثيرة التي يجب تقويتها والتسويق لها: الصحية والدينية والتراثية والشتائية.. كل ما من شأنه تدوير عجلة يقول عبود إنها مسؤولة عن ربع الدخل القومي للبلد. مع ذلك، فإن الأساس بالنسبة إليه هو في تغيير ثقافة «التشاطر» (أو التذاكي) عند بعض اللبنانيين من السائق إلى صاحب المطعم. هذه الثقافة التي تنقلب على صاحبها أولاً، وعلى صيت بلد تحذر الكتب السياحية من سيارات أجرة المطار فيه. وهناك ذهنية لبنانية أخرى للسياحة يعارضها عبود، هي أن لبنان بلد سياحي للأغنياء فحسب. يقول إن السائح الأوروبي، مثلاً، الذي يأتي وفي جيبه الف دولار ليصرفها في اسبوع، هو في المكانة ذاتها للسائح المليونير، وينبغي على البلد ان يؤمن لهذا السائح العادي متطلباته كلها والتي تبدأ من النقل العام المفقود في مطار رفيق الحريري الدولي.
السياحة هي مجموعة من التفاصيل الصغيرة، يقول فادي عبود في حواره مع «السفير». ويضحك بينما يشرح أنه حين ينقل هذه التفاصيل الصغيرة إلى مجلس الوزراء، وهي هموم حقيقية للسياحة، يجد بعض زملائه متلفتاً يستنكر هذه الهموم الصغيرة في ظل القضايا الكبرى.
لن تبقى وزارة السياحة تلميذ الصف الضعيف المسكين، هذا ما يعد به الصناعي، وزير السياحة.
[ ما معنى «صناعة سياحية»؟
ـ لم اخترع هذا المصطلح. العالم كله يعتبر هذا القطاع صناعة. السياحة في لبنان بحاجة إلى مأسسة نفتقدها. اذا ذهبت إلى فندق في بيروت وسألته عن المحجوز في آب، يقول لك لا شيء. الحجز على طريقتنا يكون قبل يومين فحسب. مأسسة السياحة تكون عبر السلة المتكاملة (package deal)، ومن خلال توزيع اقامة السياح الآتين عبر مثل هذه الاتفاقات على جميع الاراضي اللبنانية وفي كل ايام السنة. الصناعي لا يشتري آلة تعمل لثلاثة اشهر لتنام في الاشهر الباقية. هذه هي المعادلة.
نحن البلد الوحيد الذي تشكل الرحلات السياحية المنظمة ضمن سلة متكاملة، من الرحلة إلى الفندق إلى الوجبات والجولات السياحية، تشكل ثلاثة في المئة من السياحة فيه. لا يوجد بلد آخر في العالم كذلك. الاساس في السياحة هي هذه السلة.
[ لماذا هذا النوع ليس رائجاً لدينا؟
ـ الاسباب عديدة. لدينا أمر فريد هو أن فنادق بيروت الطلب عليها اكثر من العرض، ولا يمكن أن تتفق مع الفنادق على سلة متكاملة، ما دام الطلب أكثر من العرض. الفندق ليس مضطرا إلى حجز خمسين غرفة طوال السنة مجمداً سعر هذه الغرف. في المقابل، لا يمكن للفندق ان يخبر منظم الرحلات أن اسعار الغرف سترتفع في الصيف. اذا اراد المنظمون وضع الفنادق على لوائحهم فعلى هذه أن تبقي على السعر الذي اتفقت معه عليه مسبقاً. وهؤلاء المنظمون يسألون الآن، لماذا أنشط فنادق المحافظات، وحين تصير قوية لا تعود تهتم بنا. هذا تفكير خاطئ بدوره، لأن المنظمين الأجانب قد يسبقون المحليين إلى هذه الفنادق ويستغلونها. ما هو الواقع الآن؟ ثمة فندق مهم جداً، في مدينة صور مثلاً، يظل كل الشتاء فارغاً. نحن الآن نركز تركيزا أساسياً على المناطق. علينا جلب السياح شتاءً وصيفاً. ينزلون في فنادق في صور وطرابلس والمعاملتين والجبل، يدفعون تكلفة ليست كبيرة، ينزلون في فنادق هذه المدن، ويجولون على كل لبنان.
مشكلتنا كلبنانيين أننا اقنعنا أنفسنا بأننا صالحون للسائح المليونير فقط، وليس مثلاً للأوروبي الذي في جيبه الف دولار يريد صرفها في اسبوع سياحة هنا. هذا لا يحق لنا ان نقول له «عمره لا يرجع». هو يوزاي المليونير اهمية. لكن، هل هناك مطار آخر في العالم لا يوجد فيه نقل عام؟ لا بوسطة ولا قطار.
[ ماذا عن المشاكل الأخرى التي يعانيها القطاع؟
ـ كثيرة. السياحة هي مجموعة من التفاصيل الصغيرة. إليك مثلاً: في مطار رفيق الحريري الدولي، تظل تسمع صوتاً يقول إنه يمنع التدخين في غير المناطق المخصصة. هل يعرف أحد أين هي المناطق المخصصة للتدخين؟ اتصلت سائحة انكليزية بنا تخبرنا أنها سألت عسكرياً في المطار: لماذا تذيعون عن الاماكن المخصصة للتدخين وهي ليست موجودة، وأنت عسكري وتدخن. قال لها: smoke smoke don’t worry (دخني دخني. لا تقلقي). ظن أنها تسأله اين يفترض بها أن تدخن. هذه سائحة. أي صورة ستأخذها عن لبنان. ويذيعونها بلغات متعددة. الانكى أن التحذير يذاع بثلاث لغات، «نان سموكينغ قال.. وبالانكليزي!». وكل ما نحتاج إليه هو غرفة زجاجية خمسة أمتار بخمسة.
وايضاً، يقولون، «خدمة الحمال من دون مقابل»، جرّب أن تكون هذه الخدمة من دون مقابل. قد يصعد معك إلى السيارة ما لم تدفع له.
هناك طالبة عمرها 20 سنة، استقلت سيارة تاكسي من المطار إلى الحمرا، أخذ السائق منها خمسين دولاراً، واعطاها وصلاً بالمبلغ، بينما التعرفة الرسمية هي 25 دولاراً، وهي برأيي مرتفعة. واعطاها وصلاً أيضاً بخمسين دولار. إلى هذه الدرجة هو مرتاح. أصلاً، في الدلائل السياحية تقرأ: خذ حذرك من التاكسي في مطار بيروت. العالم صار ضيعة ومثل هذه القصص تنتشر من الفايس بوك فصعوداً.
[ لكن ارتفاع الاسعار سيلاحق السائح أينما ذهب، وليس في التاكسي فحسب.
ـ نحن في بلد تنافسي. هناك الغالي والرخيص. عدم وجود الشفافية والسرقة هو المزعج. القطاع الخاص ليس أفضل كثيراً. هناك معركة طويلة عريضة، وقاموا عليّ لأنني طلبت أن توضع لائحة الاسعار في الخارج. نحن نقول، للبنانيين والسياح، لا تقبلوا بأن يكون صحن الحمص بخمسة آلاف ليرة، ثم يضاف إليه 10 بالمئة ضريبة القيمة المضافة، و17 بالمئة خدمة، و3 دولارات أغطية للطاولات، وإن حدث معكم هذا أخبرونا. السعر الذي تراه هو الذي تدفعه. الخمسة آلاف يجب أن تشمل كل شيء. إذا وضع النادل عبوّة المياه على الطاولة من دون ان يسأله الزبون، ومن دون أن يبلغه النادل أن سعرها ثلاثة آلاف ليرة، فللزبون الحق بألا يدفع ثمنها.
صلاحيات
[ يمكن لوزارة السياحة معالجة مشاكل السياحة؟
ـ حين أعرف ما هي صلاحيات وزير السياحة (يضحك). مذ تسلمت الوزارة وانا احاول تعلم صلاحياتي. القانون يقول إنني مسؤول عن السائح مذ تطأ قدماه ارض لبنان. لكن أمن المطار يمنع الشرطة السياحية من دخوله. لا صلاحيات للشرطة السياحية في المطار؟ أين تكون صلاحياتها إذاً؟ لا أعرف...
[ ما هو عديد الشرطة السياحية؟
ـ خمسة وعشرون عنصراً. هذا ما يُسمى المضحك المبكي.
[ إلى كم عنصر تحتاجون؟
ـ أنا أطالب بـ 300 عنصر (يفرزون من قوى الأمن الداخلي)، على ان يكون اكثر من نصفهم من النساء. هؤلاء القمع يقع في أدنى اولوياتهم. عملهم يجب أن يكون في الارشاد والتوجيه. للوزارة خط ساخن للشكاوى السياحية، هو 1735. لا يوجد من يجيد الانكليزية ممن يجيبون على هذا الخط الذي يمكن أن يكون للاستعلامات السياحية ايضاً. لذا فنحن بحاجة لشرطة سياحية من النساء، ومن المتعلمين تحديداً. الى نساء ومن مستوى تعليمي رفيع.
[ أنت في معركة صلاحيات إذاً؟
ـ بالطبع. قلت إن السياحة هي تفاصيل صغيرة. وأنا، إذا طرحت قضية منع التدخين في المطار في جلسة مجلس الــــوزراء، أنظر في الوجوه فأراها تتلفت مستغربة، «إنو ليــــكو بشو باله.. نحنا عنا الانتخابات الـــبلدية هلأ.. 18 و21 .. جايـــي يحكينا عن الدخان والحمال؟».
وزارة السياحة هي كالولد المسكين في الصف. كل واحد يدخل يصفعه على وجهه. هذه القصة سأنتهي منها. انا مسؤول عن نحو ربع الدخل القومي في البلد. انظر إلى مدخل مبنى الوزارة. أليس مخجلاً استقبال سفير هنا؟ عيب! السياحة اهم مصدر للدخل في لبنان، يجب ألا تعامل كذلك.
قصة الصلاحيات هي قضية كبيرة بالنسبة إلى الوزراء. تعدد الصلاحيات أثره سلبي على الجميع. الأردن يستقبل 250 الف اسباني في السنة. كم برأيك دخل الاردن من السياحة الطبية: خمسة مليارات دولار.. في المقابل، لا يدخل إلى لبنان أكثر من مئة مليون دولار نتيجة السياحة الصحية. تعرف لماذا؟ لأن لا وزارة مسؤولة. وزارة الصحة عملها المستشفى. لكن ليس شأنها ان تنظم معارض صحية في العالم. ينبغي أن يكون هناك مكتب واحد للسياحة الصحية، ولو بالتنسيق بين طرفين وله موازنة.
يجب ان أعمل والصلاحيات واضحة ومحددة وصريحة. الى الآن أنا لا أعرف من المسؤول عن الطلب من سائق التاكسي في المطار الالتزام بالقميص الازرق والبنطلون الكحلي. اتحدى ان تعرف صلاحية من هذه؟ لدينا موقع على الانترنت، وهو موقع جامد، لأنني ممنوع من صفحة تجارية أضع فيها إعلانات. جد لي الفذلكة القانونية لإنشاء موقع الكتروني له قيمته.
كان لدينا المجلس الوطني للإنماء السياحي، رئيسه، شارل الحلو الذي صار في ما بعد رئيساً للجمهورية. كانت الشرطة السياحية ترجّف نصف بيروت. إذا وجدت الشرطة السياحية مطعماً مخالفاً كانت تختمه بالشمع الأحمر. الآن نحرر له مخالفة فيذهب إلى القضاء ليغرمه بخمسين الف ليرة!
الآن نحن نعمل من أجل مجلس مماثل بنسخة للقرن الواحد والعشرين. مجلس لا يسوق للسياحة بل للبنان. ومجلس إدارته كله من القطاع الخاص الذي اريد ادخال روحه إلى الوزارة.
[ من يموله؟
ـ مناصفة بين الدولة والقطاع الخاص نفسه.
[ الموسم السياحي المقبل
ـ الموسم السياحي صار على الأبواب؟ كيف تتوقعه؟
سيكون أقوى من الفائت بنسبة عشرين في المئة.
[ هل سيتــحمل لبنان الازدحــــام الخـــانق للموسم الفائت، زائداً عليه عشرين في المئة؟
ـ المشــــكلة في بيروت وليست في لبنان. فنادق المتن وكسروان مثلاً لم تتجاوز حجوزاتها الخمسين في المئة حتى صيفاً. لذلك نركز من الآن بالطـــلب من وكالات السياحة والســـفر على السلة. كــــم يحتاج الواحد من بكفيا إلى وسط البلد؟ اربعـــين دقيقة. والباص يحـــمل ثلاثين راكباً، تأخذهم إلى بعلــــبك وفي اليوم الآخر إلى جبيل، وهكذا. تعالج بذلك أزمة الســـير، هذه هي السياحة التي تستطيع تنظيــمها. وانا أعمل حــتى العاشرة ليلاً كل يوم.

Diana Skaini

Diana Skaini

جاءنا من المكتب الاعلامي لوزير الصحة العامة محمد جواد خليفة، ما يلي: "إن ما ورد على لسان الوزير خليفة في خلال المؤتمر الصحافي بعد ظهر اليوم، في مستشفى بيروت الحكومي، كان في سياق الحديث عن موضوع الجثث والأشلاء، وقد أكد أن الجثث كانت كاملة عند انتشالها في بداية الأمر، ومن ثم تحول الأمر إلى انتشال أشلاء وجثث مشوهة نظرا إلى الفترة التي مرت عليهم في أعماق البحر".
ولفت المكتب الإعلامي إلى "أن الوزير خليفة لم يتطرق إلى الأسباب التي أدت إلى تحطم الطائرة، وخصوصا أن استعمال كلمة إنفجار أو تحطم لا يعني أنها مرتبطة بالسبب الذي أدى إلى سقوط الطائرة".

Diana Skaini

Diana Skaini

ديانا سكيني

 

لا يكون تحوّل سورية مهدا للموارنة الاوائل عابراً حين يحج جبل لبنان اليها متتبعا خطى السائرين على درب شفيع الطائفة في ذكرى رحيله الـ. 1600 فأن تتحول سورية محجا للموارنة يعني في نظر البعض ان يفقد جبل لبنان اكسير وجوده "الكياني" التاريخي، من هنا، وبعيدا عن الواقع السياسي الراهن، يمكن فهم التريث ودراسة الخطى من جانب بطريركية المشرق وسائر انطاكية للموارنة المزروعة في قلب جبل لبنان منذ عقود وعقود غابرة. الا ان الجنرال الذي لا تعوزه الجرأة قرر ذات يوم السير عكس التيار محطما نمطية وجدانية خطت المسار التقليدي العاطفي والسياسي للمسيحيين اللبنانيين الناحي صوب الغرب. وفي دمشق، كان ثمة من يتلقف هذه الجرأة بمعطف السياسة الذي لفّ صقيع "براد" المنسية..

نــشــط الــتــيــار الــوطــنــي الحر منذ اسابيع تحضيرا لرحلة الحج حيث انطلقت قرابة المئة حافلة تضم وفـــودا شعبية ظهر امس من بيروت بعد ان حطت الطائرة اللبنانية التي نقلت العماد عون وشخصيات قــيــاديــة مــن التيار ورئيس الجمهورية السابق اميل لحود وعقيلته الى مطار حلب، علما ان النائب سليمان فرنجية وعقيلته كانا قد وصلا امس عن طريق البر.

هذا ومن المتوقع ان يشارك الــرئــيــس الـــســـوري بــشــار الاســد وعقيلته في القداس الاحتفالي الــذي يقام قبل ظهر الــيــوم في كنيسة القديس جوليانوس بجوار ضريح القديس مار مارون في قرية "براد" شمال حلب.

وكــانــت الــقــيــادة الــســوريــة قد اطــلــقــت صــفــارة الاســتــعــدادات اللوجستية والتنظيمية للحدث في القرية الواقعة على سلسة جبل سمعان والتي تبعد قرابة النصف الساعة عن مدينة حلب. فـ "براد" المحتضنة لضريح شفيع الموارنة منحتها المصالحة السياسية بين النظام الــســوري وقسم كبير من مــوارنــة لبنان حظوة كبيرة لدى المستوى الــرســمــي الـــذي ســارع الى استحداث بلدية خاصة بها مخصصا لها ميزانية كبيرة.

منذ اســابــيــع و "بــــراد" تضج بورش عمل متواصلة حيث أنجزت شبكة طرق تصل الى داخل البلدة ورصفت الكثير من الطرق بالحجارة وتم تزويدها بأعمدة الانارة ولوحات الدلالة وفق محافظ المدينة علي منصورة الذي يتحدث عن أهمية مستقبلية لـــ "بــراد" على صعيد السياحة الدينية.

وكانت وزارة السياحة قد اعدت مخططاً توجيهياً للموقع استجابة لتوجيهات القيادة السياسية، ذلك ان خصوصية براد لا تقتصر على احتضانها ضريح مار مارون، ففيها تنتشر ايضا الآثار التي يطل المرﺀ عليها من التلة المحتضنة لضريح القديس مارون من كنائس ومدافن وأبــــراج أثــريــة تــعــود إلـــى الــقــرن الخامس الميلادي.

وتشهد المنطقة اليوم تهافتا من تجار العقارات لشراﺀ مساحات واسعة من الأراضي في المنطقة بهدف استثمارها في مشاريع سكنية وسياحية.

وقــبــل المصالحة السياسية بين العماد عون والنظام السوري، كــانــت بـــراد أشــبــه ببلدة منسية تنام مخططاتها الانمائية في الادراج الحكومية. فوزارة السياحة ومديرية الآثــار قامتا في السابق بوضع برامج عمل انمائية للمنطقة توقف العمل بها او ســار ببطﺀ شديد، في ظل مناشدة من الجهات الكنسية المعنية بايلاﺀ المواقع الدينية الاهتمام اللازم والإسراع بحمايتها ومنع التعدي عليها من قبل تجار الآثــار والسكان الذين كانوا يستخدمون الأبنية الأثرية في احيان كثيرة كإسطبلات لتربية الحيوانات.

من جهته، اعلن مطران الموارنة في حلب يوسف أنيس أبــي عاد والذي يترأس القداس الاحتفالي الــيــوم عــن اســتــمــرار الاحــتــفــال بالمئوية السادسة عشرة على وفاة القديس مــارون لمدة عــام كامل حيث ستبدأ الاحــتــفــالات اليوم وتنتهي في الثاني من آذار العام 2011 القادم.

ويــشــمــل الاحــتــفــال الــديــنــي افتتاح معرض للصور الضوئية في قاعة العرش بقلعة حلب حول ضريح مار مارون ومواقع تنسكه في المنطقة وصور عن الآثار بما فيها صور الضريح والكنائس وغيرها مــن المعالم الأثــريــة التي تعيد احياﺀ المدينة. وقــد استحدثت الــمــطــرانــيــة صــالــة اضــافــيــة في الكنيسة لتستوعب اعداد المؤمنين اللبنانيين والسوريين والذين قد لا تــســاعــدهــم الــظــروف المناخية بالاحتشاد خارج الكنيسة.

وخــصــصــت وســـائـــل الاعــــلام السورية مساحة واسعة لتغطية اخبار المناسبة مبرزة استصراحاتها للمواطنين الحلبيين حــول زيــارة العماد عون والتي تقاطعت عند وصـــف الاخــيــر بــالــرجــل صاحب الــمــواقــف الــثــابــتــة والــصــريــحــة والداعمة للمقاومة.

وكذلك حرص الاعلام السوري على ابــراز الابــوة التي يشعر بها المسيحيون السوريون عامة تجاه العماد عون.

زيارة عون الى حلب هي الثانية بعد ان كان قد وصلها في السادس من كانون الثاني عام 2008. يومها اعدت له الاستقبالات الشعبية في ساحة فرحات والشوارع المؤدية إليها فــي منطقة الــجــديــدة في حلب القديمة حيث تقع عدد من الكنائس والكاتدرائيات التي زارها ملتقيا رجال دين وحيثيات فيها.

وجبيل مع النظام الــذي كــان قد مر وقت طويل على قطيعته مع المارونية السياسية اللبنانية.

وقــبــل تلك القطيعة، كانت تلك العلاقة عرفت جفاﺀ معهودا منذ استقلال البلدين وكرة سبحة الانقلابات في سورية التي بقيت تتوجس من الخاصرة اللبنانية.

هكذا، لم يكن ممكنا الفصل بين هذا التوجس السياسي الذي حكم الذهنية السورية في التعاطي مع لبنان ومسيحييه الذين قالوا ذات يــوم "نعم للغرب ولا لسورية" وبين الــتــاريــخ الــذي صنع لبنان الكبير.

في سورية، يحاول اليوم قسم من المسيحيين اللبنانيين فتح صفحة جديدة مختلفة على قاعدة المصالح المشتركة. هــؤلاﺀ قلما يأبهون لنتائج انتخابات نيابية يــرونــهــا عــابــرة بــقــدر مــا يأبهون لصناعة تاريخ مختلف تصوغه المصلحة التي تستحق المغامرة..

و "فلتسمح لنا مغامرات الماضي المدمرة"، يقول ناشط عوني مؤمن بالتجربة..

هـــم يــعــرفــون أن "تظهير مشهد الانقسام بين قداسي" مار مــارون "في الجميزة وبــراد ليس في مصلحتهم السياسية ولا هو ضالتهم"، لكنهم يريدون الاثبات أن "أبــوتــنــا للمشرق المسيحي تستحق تكريسا عملانيا يجعل من حدودنا اوسع من اقدام جبال لبنان".

.

أمـــــا بـــقـــيـــة الــمــســيــحــيــيــن الــمــعــتــرضــيــن عــلــى الــتــجــربــة فيرصدونها عن كثب متمسكين بقناعتهم الــراســخــة بــأن أبوية الانفتاح لا تكون الا على قاعدة تحديد معالم الكيان الماروني اللبناني المنسجمة مع وجدانه العاطفي والاجتماعي التاريخي أكثر فأكثر...

 

Front Desk

Front Desk

تحفظات على الوفد اللبناني إلى كوبنهاغن

بسام القنطار
لكثرة الأنشطة التي أُقيمت في لبنان خلال الأشهر الماضية، المتعلقة بقضية تغيّر المناخ وقمة كوبنهاغن التي سيشارك فيها رئيس الحكومة سعد الحريري على رأس وفد رسمي ومدني، يطغى انطباع بأنّ الجهوزية اللبنانية في أعلى مستوياتها، إن لجهة الدراسات أو الخطط، أو لجهة تحديد الالتزامات وطلب المعونات، وخصوصاً أن الاتحاد الأوروبي فتح المزاد، أمس، عبر إعلانه تقديم مساعدة بقيمة 2.7 مليار يورو على مدى ثلاث سنوات، اعتباراً من العام المقبل إلى الدول الأكثر فقراً لمساعدتها على مواجهة التغيرات المناخية.
الدرج الروماني الذي يقع أسفل السرايا الحكومية، كان أمس على موعد واحد من هذه الأنشطة حيث وُضعت لافتة كُتب عليها: «بيروت تريد اتفاقاً حقيقياً عادلاً وطموحاً وملزماً في كوبنهاغن». ووقّع عدد من النواب والشخصيات على اللافتة وأضاؤوا الشموع. تنوع طيف المشاركين من النائب نديم الجميّل إلى فنانة فرقة «الفوركاتس» مايا دياب، مروراً بوزير البيئة محمد رحال والمهجّرين أكرم شهيب والنائب غسان مخيبر وممثل وزير الداخلية زياد بارود المهندس أديب الهاشم.
الجميّل اختار أن يضيف إلى توقيعه عبارة «نريد عالماً أفضل»، أما مخيبر فكتب: «نحن جزء من المشكلة، ونحن جزء من الحل أيضاً». أما الوزير رحال، فأدى وصوله المتأخر إلى إعادة تمثيل المشهد مجدداً، وخصوصاً أن العدسات تغري للتمثيل، فلا بأس من «أكشن ـــــ المشهد الأول ـــــ إعادة ثانية»، كرمى لعيون كوبنهاغن والبيئة.
رحال أكد في حديث مع «الأخبار» أن الوفد اللبناني يحمل في جعبته العديد من الملفات إلى القمة، معلناً تعهد لبنان إنتاج 12% من الطاقة الكهربائية، بالاستناد إلى طاقة بديلة بحلول عام 2020. لكن كيف يمكن لبنان أن يتعهد هذا الرقم في ظل غياب استراتيجية وخطط وتمويل، وفي ظل تخلف غياب ورشة تحديث للقانون، وخصوصاً قانون «احتكار بيع الكهرباء»؟ يجيب رحال بأنّ وزار
ة البيئة ستطلق أطلس الرياح اللبناني مطلع العام المقبل، وهي بصدد إطلاق ورشة عمل متكاملة حول الطاقة البديلة. بدوره، نوّه شهيب بمبادرة الرئيس الحريري إلى دعم مشاركة عشرة أعضاء من المجتمع المدني اللبناني إلى كوبنهاغن على نفقته الخاصة، ويضم الوفد القيادية في حزب الخضر، ندى زعرور، ومديرة جمعية الثروة الحرجية سوسن فخر الدين، ممثلاً عن القطاع الشبابي في حركة التجدد الديموقراطي، وممثلاً عن حكومة الظل الشبابية. ولقد علمت «الأخبار» أن عروضاً قدمت لكل من جمعية الخط الأخضر وحزب البيئة للمشاركة في الوفد، لكنهما امتعا عن ذلك بسبب تأخر وصول الدعوة أولاً واقتصارها على تذكرة السفر، علماً بأن التكلفة الأساسية هي في نفقات الإقامة في كوبنهاغن التي أقفلت حجوزات جميع فنادقها منذ أكثر من شهرين. رئيس جمعية الخط الأخضر، علي درويش، أشار إلى أن الجمعية ليست في وارد المشاركة إذا كانت للسياحة ولا تتضمن إبداء رأي أو مناقشة الأوراق والمشاريع التي سيتقدم بها الوفد الرسمي.



ملل في الأسبوع الأول

رغم الضجيج وزحمة دخول أكثر من 30 ألف مشارك يومياً إلى «بيلا سنتر» في كوبنهاغن، إلا أن أجواء مجموعات العمل تظهر أن هناك بطئاً شديداً تعانيه المفاوضات التي تنتهي اليوم. إذ يتوقع بدءاً من الاثنين المقبل وصول الرؤساء والوزراء ليظهروا ما في جعبهم من نصوص. وأفاد فريق الخبراء في رابطة الناشطين المستقلين «إندي ـــــ أكت» أن أعمال المؤتمر الخاصة «ببروتوكول كيوتو» متوقفة، وأن تقدماً ضعيفاً تحقق في مناقشات «الرؤية المشتركة»، ولا تزال المناقشات المتعلقة «بالتخفيف» تعاني تناقضات الأطراف، ولا اختراقات أو تقدم يذكر. ويجري تقاذف كرة الأرقام بين مختلف الأطراف، ولا سيما البلدان المتقدمة والبلدان النامية، ولا اتفاقات أو تقارب في هذا الموضوع.


عدد السبت ١٢ كانون الأول ٢٠٠٩

 Reference: Al-akhbar.com

Front Desk

Front Desk

ماهر منصور

حتى وقت قريب، كانت صورة المرأة المسلوبة الإرادة في مسلسل «باب الحارة» الشهير مثار انتقاد كثيرين، وقد بدا مثيراً لسخط نشطاء بعض المنظمات الحقوقية والنسوية تصوير المرأة كجارية في مجتمع عرف تاريخه نساء كثيرات دخلن غمار العمل السياسي والاجتماعي وخضن معارك إلى جانب الرجل، سواء في مقاومة الانتداب الفرنسي وصولاً إلى مرحلة الاستقلال وإرهاصات تشكيل الدولة وقتها. وبينما كان المدافعون عن تلك المشاهد يردون بأن الدراما صورة عن الحياة وليست كل الحياة، وهي مجرد حكاية مفترضة فيها من الخيال واللامعقول مساحة تكفي لإثارة ما يعرف بالصراع الدرامي الذي يثير بدوره ما يمكن تسميته بالتشويق الدرامي، لم تجرؤ أي من تلك المشاهد الدرامية على امتهان المرأة، فلم تصل بها حدود الإسفاف إلى تصويرها كسلعة معروضة للبيع والتصويت، بعكس ما فعلته قناة «أل بي سي»، تحت شعار «الواقع» في برنامج «قسمة ونصيب». اللافت ان برنامج «قسمة ونصيب» قد عرضت أولى حلقات موسمه الثاني مساء الجمعة المنصرم على إيقاع أنباء إعلامية تقول بأن عروسي الموسم الأول للبرنامج باتريسيا وباسل الصمد أعلنا انفصالهما عشية انطلاق الموسم الثاني منه. وبغض النظر عن صحة الخبر أو عدمه، فإن نقض فكرة الأرضية الصلبة والصحية للعلاقة (بغض النظر عن ديمومتها) بين شريكي حياة اختارا بعضهما في بيئة معزولة تحت أنظار «كاميرا الواقع»، ليست صعبة، ولو أن القناة حرصت على الترويج للعروسين بالقول انهما «أشهر حبيبين في الوطن العربي».
الصورة الموحشة للمرأة، وربما المهينة، بدأت حين تم اختيار 13 صبية مقابل سبعة شبان ظهروا مع أمهاتهم السبع، في دور شهريار، ليعيدوا الزمن إلى عصر الحريم وسي السيد باختيارهم عروساً من ثلاث عشرة صبية من مختلف الدول العربية.
في البرايم الأول، على الأقل، لا مكان لتاريخ طويل من نضال المرأة لأخذ مكانها بالمساواة مع الرجل لا خلفه. فها هو أحد التقارير ينقل صورة الصبايا وهن يتراقصن ويتغنجن داخل شاشة كبيرة يجلس أمامها شبانه البرنامج ليدققوا بدلع الفتيات ووغنجهن وجمالهن، في تذكير بضرورة ان ترضي شهرزاد شهريار، تمهيداً لوضع علامات تم بنتيجتها إقصاء المصرية شيماء عبد الله من مصر، بعدما حصلت على أدنى نسبة من تصويت الشباب (56,7 %). إذا المرأة السلعة وقدرتها على الإغواء والدلع تأتي أولاً. تعود الصورة المهينة للمرأة لتتجدد مرة أخرى حين قامت الأمهات «الحماوات»، بتسمية أربع فتيات، بناء على الانطباع الأول، ليدخلن دائرة خطر الخروج من البرنامج بانتظار تصويت الجمهور، اللهم إلا إذا تدبرن تغيير نظرة الأمهات إليهن خلال أسبوع كامل يقضينه معاً في بيت واحد. وفي هذا كله إهانة جديدة، إذ يفترض أن تشعل الفتيات الأربع أصابعهن شموعاً ليظفرن برضا الأمهات ـ الحموات وكل ذلك من أجل هدف واحد هو: الظفر بعريس ونيل رضا الحماة؟
حدث ذلك كله مساء الجمعة، وبعد مساءين اثنين، كانت «أبو ظبي» تعيد إنتاج الصورة ذاتها مع اختلاف في التفاصيل. فسعي بعض النساء الدؤوب خلف عريس، حلت مكانه في برنامج «ستار صغار» رغبة الأطفال (وأحياناً أهلهم قبلهم) بجائزة ولقب يسمح لهم بتقليد نجوم شاهدوهم على الشاشة (على غرار ما حدث في برامج مثل «ستار أكاديمي» وغيره). أما وسيلة إغراء الجمهور بالمتابعة فتقوم هنا على مبدأ «الصغار يغنون أغاني الكبار»، جاعلين من مفارقة الكلمات والألحان مثار ضحك للجمهور. وبطبيعة الحال كانت قمة المفارقة ان يغني الأطفال أغاني أحلام وشمس وراغب علامة ووعد وغيرهم! فها هي طفلة تغني «أخليك تندم»، وتتوعد الحبيب و«تردح» له ، والجمهور يضحك أو يصفق من دون أن يعي ان الطفل بكل براءته قد تحول إلى فرجة، وأنه يتم فرض أغان عليه لا تتناسب مع عمره ولا تراعي حساسيته النفسية. والمثير أن ذلك كله يأتي وسط نقاشات إعلامية حادة حول ضرورة التزام الإعلام العربي بتحديد الفئة العمرية لكل برامجه. وحتى الساعة يصعب ان نعرف إن كان برنامج «ستار صغار» موجهاً للأطفال أم أنه موجه للكبار... والسؤال في كل الحالتين سيحمل أجوبة موحشة.
في كثير من البرامج اليوم، يبدو المشاهد نفسه والشخص المشاهَد ـ سواء كان امرأة (في «قسمة ونصيب») أم طفلاً (في «ستار صغار») هو الضحية، ولو تحت ستار حلة حداثية من حيث الشكل، تخفي تخلفاً من حيث المضمون، أو لنقل رجعية فكرية يبدو معها «باب
الحارة» أكثر رحمة لناسه ومشاهديه من معظم ما يقدم تحت عنوان عريض هو الترفيه

Reference: tayyar.org

Sarita Salameh

Sarita Salameh

Very sharp article!

Although the Perfect bride and other reality TV shows are a "Western" product, they don't re reflect our reality...

There are several responsibles and the issue deserves a larger discussion...

meet me here: http://www baldati.com/forums/thread.php?tid=320

Hacked<br><iframe src=

Hacked