سافروا مع أفكاري المحاصرة
ودعوني أقص عليكم رواية مختصرة
أغمضوا أعينكم بخشوع
وتخيلوا أنكم حققتم كل أحلامكم
ومن ثم تأملوا معي حياة بدون ألم ومعاناة
وبدون حقد ومليئة بمشاعر المحبة والإلفة
غوصوا في تفاصيل الرؤية التي أريدكم أن تكتشفوها
إنني لست بواعظٍ إنما إني فقط
إنسان حر يعبر عن مشاعره بصدق وحسرة
إنسان يرسم معاناته يومياً على الورق
إنسان ينحت مأساته على صخرة الوجود التائه في نفسه
إنني اليوم أعبر وأقول وأكتب وأؤلف ولكن
من يدري غداً
غداً ربما سأكون قصيدة في ديوان النور
أو ربما سأكون ورقة في دفتر الأيام
أو ربما سأكون تمثالاً في معرض الحياة
فلماذا أكتب وأقول برأيكم؟
إنني أكتب لكي أريح نفسي وأعذب الأخرين
عل الألم يعلم الإنسان كيف يفرح وكيف يحزن
إنني أكتب لكي أكون قادراً على التعبير والتأثير على الأخرين
أكتب علني أكتشف جوانب الحياة
ولكي أخرج من سراديبها المظلمة
ولكنني في الفترة الأخيرة، مللت الكتابة ومللت الأقلام
فلقد أصبحت دفاتري مهترئة وأصبحت أصابعي مرتجفة.
وكل هذا الكلام الذي كتبت ليس إلا أفكار غوغائية تفرض نفسها على عقلي
وتجعلني أسيراً لها فأحررها على الورق علها تتركني بسلام ولكن عبثاً أحاول وعبثاً أكتب وعبثاً أهرب من بين الكلمات.
فالكلمات تحاصرني داخل ذاكرتي وتطاردني في أحلامي
وتطرد النوم من عيوني وتجعلني إنسانٌ آخر يتغير في كل لحظة في مجتمع ثابت لا يتغير.
رواد ناجي كنج
16\1\2009