تقع جباع الحلاوة على تلّة في حضن جبل صافي آخر قمّة في سلسلة جبال لبنان الغربيّة عند الطرف الشرقي لمدينة صيدا. يشكّل هذا المصيف الجنوبي همزة وصل بين صيدا وجزّين والنبطيّة ويبعد عن كل منها حوالي 20كلم. بلدة جباع لها أفق مكشوف وأحراج كبيرة كثيفة الشّجر عمّر فيها السنديان والجوز والملّول بالإضافة إلى الأزهار البرية الصحية هذا عدا عن وفرة ينابيعها وغزارتها تقع جباع الحلاوة في محافظة النبطية- قضاء النبطيّة.
وهي ترتفع عن سطح البحر 850 متراً تبعد البلدة عن بيروت 66 كلم جنوباً وعن مركز المحافظة أي عن صيدا 23 كلم شرقاً وعن النبطّية 18 كلم وتبلغ مساحة جباع العقاريّة نحو 1156 كلم مربع ويصل عدد سكانها إذا ما احتسبنا النّازحين إلى بيروت والمهاجرين إلى الخارج إضافةً إلى سكانها المحليين إلى ما يقارب 12000 نسمة .
أصل التسمية:
إن أصل إسم البلدة يرشدنا إلى قِدَم تاريخها خاصةً وأن الأثار المادّية القديمة زالت من الوجود وتعني التل أو الهضبة تعني السهل المرتفع (gibe's)، وفي السريانية قيل أيضاً أن إسم (جبع) عبراني ومعناه التل أو الإرتفاع وورد في التوراة. أما الشيوخ فيسمّونها (جباع الحلاوة) للتفرقة بينها وبين جباع التي تقع في منطقة الشوف وأخرى (في فلسطين جبع بنيامين) عُرفت بالحلوة لأنها أوّل بلدة في لبنان صنعت الحلاوة بالطحينة. في بادىء الأمر الحلاوة كانت تصنع من الدبس لندرة وجود السكّر، ففي جباع إستعملت الطحينة بدل الدبس وكانت فيها معصرة للحلاوة .
لمحة تاريخية:
تاريخ جباع يندرج في تاريخ جبل عامل فقد ذكرت المصادر التاريخيّة أنه في القرن الثالث عشر كان جبل عامل مقسّماً إلى عدّة مقاطعات يحكمها أمراؤه وهي مقاطعة جبل تبنين ويحكمها علي بك الأسعد مركزها تبنين.مقاطعة جبل هونين ويحكمها تامر بك الحسين وقبله جدّه وأبوه الذي أنشأ فيها والده داراً للإمارة ومركزها بنت جبيل؛ مقاطعة الشقيف ويحكمها الصعبيّة ومركزها النبطيّة؛ مقاطعة الشومر ويحكمها المناكرة ومركزها جباع كانت قلعة الشقيف مقرّ علي الفارس على عهد ناصيف وكانت جباع مقرّ أخيه حيدر الفارس. وكانت جباع في العهد الإقطاعي قاعدة لحكّام إقليم التفاح من المناكرة أي آل منكر الذين عُرفوا فيما بعد بآل الجواد هي أقرب قواعد الحكّام العامليّين إلى قاعدة حكّام الشوف الذين كانت الحرب سجالاً بينهم فسنة 1750 هاجم الأمير ملحم جباع بمجموعة فالتقاه المناكرة وقتل العديد منهم وقد ناصرهم أهالي النبطيّة وربحوا المعركة، غير أن عام 1770 قام الأمير يوسف الشهابي بإحراق جباع عام 1860 كان لجباع نصيبها من الحوادث لأنها كانت مهد العلماء والزعماء من آل الحر وآل كركي ونور الدين، وغيرهم. كانت جزّين في البدء القاعدة الأساسيّة والرئيسيّة لإقليم التفاح ولكن بعد إنتقال الشيعة منها إلى جباع إنتقل مركز الإهتمام والقوة إليها. إختلف مركز القوة بسبب المشاحنات بين الجزّينيّين الشيعة والنيحيّين الدروز ما تسبب بعدّة معارك، كانت أبرزها تلك الّتي وفعت في جل الشوك وهو سهل بين جباع وكفررمّان فتوزّع الجزّينيّون بين جباع-عين بوسوار وزحلتا مقابل الدروز من آل جنبلاط وآل عماد الذين إستوطنوا جزّين والمعروف أن آل جنبلاط كانوا على علاقة جيّدة أخلاقيًّا مع الشيعة وذلك شجّعهم وجعلهم ينتصرون ويستعيدوا أراضيهم أما تاريخ جباع في مواجهة الأتراك فتمثّل بمنع أحمد باشا الجزّار من إحتلال قلعة جباع وذلك حوالي العام 1750.(يتبع)