مليون 52 عاطل عن العمل... عربياً
حمل العام 2009 لقب عام البطالة، ففيه 52 مليون عاطل عن العمل في العالم العربي والآتي أعظم، إذ أن التباطؤ الاقتصادي يغرق العالم في البطالة... رقم مخيف يهدد مختلف شرائح المجتمع ويهدد بارتفاع الآثار السلبية على الشباب والتنمية والإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية
تسببت الأزمــــة الاقــتــصــاديــة الخطيرة التي تجتاح العالم بموجات مــن الاســتــغــنــاﺀ عــن الــعــمــالــة هي الأعتى في عقود عدة. فأصبح الهمّ المشترك بين الدول كيفية معالجة تداعيات الأزمــة. ضربت المشاريع، "كرسحت" الصغيرة منها وأفلست الكبيرة ويبقى اللغز الوحيد "سوق العمل". تعطل السوق، توقف عن استقبال الموظفين ودفع البعض الى الصرف من الخدمة. اتسعت الفجوة فانفجرت العراقيل أمــام استيلاد فرص العمل وعدم الاهتمام بالإصلاح الهيكلي، وتفشت المعوقات أمام الحد من تفاقم المشكلة. وبات حملة المؤهلات الدراسية والشهادات الدولة قطر الكويت البحرين السعودية تونس ليبيا الجزائر لبنان مصر المغرب سورية موريتانيا العليا رازحين في بيوتهم، يبحثون عــن عمل فيسمعون الــوعــود لكن دون نتيجة. فيما البعض يعمل في مجالات لا تمس باختصاصهم بأي صلة.
أزمــة البطالة تــؤدي إلى غموض سوق العمل، لأن الشركات الخاصة الــعــامــلــة فــي مــجــال الــتــوظــيــف لا تستطيع مــلﺀ هــذا الــفــراغ بسبب صغر حجمها، أما الشركات الكبيرة فمعظمها تخطت حد الافــلاس ما يصعب عليها حتى الحفاظ على موظفيها. البطالة تــزداد عاماً بعد عام، حتى أصبحت مشكلة مستفحلة ومستديمة، وكأنها قدر، ولا حل لها، ما أدى إلى ارتفاع عدد الفقراﺀ الذين يعيشون تحت خط الفقر، في الدول العربية.
منتهى الغرابة، حال الوطن الذي تعيش أقلية فيه فوق خطوط الغنى الفاحش، بينما تفتقر أكثريته الى رغيف خبز منزلقة الى أدنى درجات العوز والحرمان، زحفا تحت خط الفقر بأشواط. اختلفت المقاييس والارقام حول البطالة في الدول العربية لكنها اتفقت كلها على أن تردي هذا الوضع يعكس مشاكل جمة تصب في خانة الــبــؤس والــفــقــر. السبب الحقيقي لوجود البطالة، يتغير حسب الظروف لكن هــذه المشكلة الاقتصادية- الاجتماعية تحتاج الى حل سريع، كي لا تتفاقم آثارها السلبية وتثبت مقولة ان العالم العربي أكبر منتج للبطالة. أما على الصعيد المحلي، فيأمل الشباب اللبنانيون إيجاد حلول لمشكلة البطالة على أبواب الانتخابات كما جرت العادة، حيث يــنــتــظــرون كــل مــوســم انــتــخــابــات لتنهمر الوظائف عليهم.
من الناحية الاجتماعية، أفرزت البطالة في العالم حالات كثيرة من الانتحار والحد من النسل وغيرها من العوامل التي تقف عائقاً أمام التطور