بيروت انقلبت 4 مرات فهل مستعدون للخامسة

بيروت انقلبت 4 مرات فهل مستعدون للخامسة.بول طابونيه: إذا استيقظت غداً وعلمت أنّ هناك كارثة في لبنان لن أتفاجأ.

 

رياض قبيسي -

سواء تحرّك الفالق البحري أم لم يتحرّك الأكيد أنّ لبنان بلد دخل في دائرة الخطر الزلزالي ولعلّ ما قاله كبير علماء الجيو- فيزيا في لبنان وفرنسا "بول طابونيه" خير دليل.

فالرجل الذي قررت وسائل الإعلام اللبنانية في عناوينها ان تنقل عنه استبعاده حصول زلزال كبير قبل قرنٍ أو قرنين كان قد قال فعلاً في معرض تكريمه معهد البحوث العلمية أنّه إذا استيقظ غداً وعلم أنّ هناك كارثة في لبنان فلن يتفاجأ.

رئيس تحرير مجلة "علم  وعالم" مجدي سعد يقول: "أغلب العلماء يطلبون من اللبنانيين أن يكونوا مستعديّن لحوادث الزلازل، الزلزال سيضرب لبنان لا محال لكن في ايّ لحظة لا يعرفون".

رئيس مركز بحنّس لرصد الزلازل الكسندر سرسق يقول: "نعم هناك هزات كبيرة في منطقة لبنان... لأنّ وجود جبال لبنان ناتجة عن زلازل كبيرة وهو موجود بين صحيفتين حاله حال سوريا وفلسطين والأردن، جبال لبنان الغربية القريبة من البحر وهي في حالة ارتفاع دائم وفق حركة الزلازل، وكلّ زلزال يرفع لبنان قليلاً عن سطح البحر".

سعد يضيف: "في فالوغا مثلاً نجد بين صخورها اسماك متحجّرة، ومن رفعها الى هناك هي حركة الزلازل... كلّ حوالي 1500 عام هناك زلزال كبير يضرب لبنان يرفعه صعوداً، فاذا عدنا الى 250 مليون سنة كانت كلّ جبال لبنان في البحر".

في مفهوم الجيو - فيزيا يعيش لبنان بين صفيحتين تكتونيتين الصفيحة الأولى هي الصفيحة الأفريقية وتشكّل الساحل اللبناني وسلسلة جبل لبنان الغربية وهي تتحرّك شمالاً، أمّا الصفيحة الثانية فهي الصفيحة العربية ويشكّل البقاع وسلسلة جبل لبنان الشرقية وهي تتحرّك ايضاً شمالاً ولكن بوتيرة أسرع. الحدّ الفاصل بين الصفيحتين هو فالق اليمونة لكنّه ليس الفالق الوحيد في لبنان فعلى الصفيحة العربية هناك فالق راشيا - سرغايا وعلى الصفيحة الأفريقية هناك فالق روم وايضاً الفالق البحري، وكلّ حركة على هذه الفوالق تؤدي الى هزّة أرضية وكلّ حركة كبيرة تؤدي الى هزّة كبيرة.

سرسق يقول: "حركة الزلازل في اتجاه تجمّع أم تشتتّ هنا السؤال؟".

عطا الياس العالم في الجيو فيزيا يقول: "فالق البحري يتحرّك كلّ 1500 عام تقريباً أمّا فالق اليمونة فهو يتحرّك بين 800 و 1000عام ايضاً وآخر تحرّك له كان منذ 800 عام".

لحسن الحظ وسوئه أيضاً يعيش لبنان بين صفيحتين متحركتين، حسن الحظ اخرج هذه الجبال من البحار وسوء الحظ وقد يحيل كلّ بناء على هذه الجبال الى خراب.

هو فعلاً سوء الحظ ام سوء التدبير... سرسق يقول: "نحن نعرف أن لبنان معرضاً لحركة الزلازل والشعب اللبناني يسكنه كما أي أهالي فرنسيسكو أو اليوناني او غيره..."

فماذا عن سبل الوقاية؟

اربع مرات انقلبت بيروت رأساً على عقب ولم تخرج من تحت التراب الاّ وتترك آثاراً لما تكون عليه الأمور للمرة الخامسة.
المرّة الخامسة زلزالها يلوحها في الأفق ولكنّ نتائجه ليست حتمية.

عطا الياس يقول: "ضرب لبنان بهزّة كبيرة لا يعني حتمية الكارثة، وبامكاننا مقارنة الهزات التي تحصل في الياابان وكاليفورنيا والذي يذهب ضحيتها العشرات فيما يلاقي حتفه عشرات الآلاف في هايتي أو ايران مثلاً.

إذا هو ليس اختباراً الهياً وانما سوء تدبير انساني يؤدي الى نتائج كارثية وبديهيات الإستعداد للكوارث تبدأ بتشكيل هيئة لمواجهة الكوارث. النائب محمد قباني يقول: "عند ارسالنا توصية حول هذا الموضوع كانّ ردّ الدولة هو أنّه يوجد الهيئة العليا للإغاثة وكان ردنّا أنّ الهيئة العليا هدفها التعويض عن الأضرار فقط بعد حصول الكوارث... حصول زلزال لا يمكننا منعه لكننا نستطيع تخفيف نتائجه.

ضمن اطار الهيئة العليا للإغاثة عام 1997 تم وضع مسودة اولية للخطة الوطنية المرحلية للطوارئ وجلّ ما فيها كيف "ندفن الموتى" أمّا لمن تستهويه لعبة الأرقام حول الأعداد المحتملة للموتى فنكتفي بالإشارة الى أنّ المركز الرئيس لرصد الزلازل غير مجهّز لمواجهة الزلازل. رئيس المجلس الوطني للبحوث الدكتور معبر حمزة يقول:"المبنى غير مجهّز للهزات الأرضية في حال تعرّض لبنان لهزّة 7 درجات وحاله حال معظم المباني الحكومية والرسمية...".

وجدي سعد يقول: "هل مطار بيروت أو مرفأ بيروت قادران على استقبال المساعدات في حال حصول هزّة أرضية هناك أسئلة يجب أن تُسأل... هل بالإمكان تقوية هذه المرافئ المهمة نعم...".


Reference: Tayyar.Org