"الط... ز ... ط... زي والأرض للسلطان"
التعدّيات
الفاجرات
والشاهقات
العاهرات!
بالأمس في باب
إدريس، حاول
بدويّ أن يقضي
حاجته على الرّصيف.
وعندما هرع
التجّار
لإيقافه، عن عمله
الشنيع، صرخ
فيهم: "الط... ز ...
ط... زي والأرض للسلطان"...
واليوم، شمّر المخالفون
غمبازهم
وباشروا "
يعملونها " على
أرض الدّولة
والغير... وفق
المبدأ نفسه.
فاجعة
أكيد، لكن
الأفجع تهافت
بعض السياسيين
للدّفاع عن
حقوق الدّولة والناس،
متناسين
سبعين عاماً
من الفوضى العمرانيّة
التي حوّلت
لبنان
جمهوريّة
باطون عشوائيّة
مقيتة. وكأنّ
عمر التعدّيات
ومخالفات
البناء في
لبنان من عمر حكومة
تصريف الأعمال
فحسب، لا منذ
دولة
الطرابيش وما
تلاها من عهود
وعهود
استبدلت أرض
الوطن بسوق
عقارية
عكاظية فالتة
بدون حسيب أو
رقيب، ضاربة
عرض الحائط
بمبادئ
التنظيم المدني.
يبنون بدون
مخطط توجيهي
لاستثمار الأراضي.
لا قيمة
جمالية أو
بيئية أو اجتماعية
في سوقهم التي
غدت
ديكتاتورية
رأس المال في
يد الأقوياء
ضد الضعفاء.
استباحوا
البحر من
الجنوب إلى
أقصى الشمال، وبنوا
على التلال
وفي الوديان،
وعلى أنقاض
القرى
والبلدات،
كلّ على قياس
طائفته ومذهبه
وعرض زنده.
واليوم،
يُحاولون تصوير
الأوزاعي
والضاحية
وقرى الجنوب،
مأساة وطنيّة
، وكأنّ تاريخ
وطنهم
الإعماري طاهر
وعفيف. هل
التعدّيات
الفاجرات، هي
التي تختصر
اليوم ما حصل
ويحصل
وسيحصل، وهل هي
أخطر من
التلاعب في
إصدار
التراخيص،
والتطاول على
أبسط
المعايير
المعماريّة، وزيادة
الاستثمار العقاري
والعلو
البنائي الذي
ولّد
الشاهقات العاهرات،
في الأشرفيّة
وبيروت
والواجهة
البحرية. هل
غزو الفضاء
عمودياً أقلّ
تعدّياً من
غزو المشاعات
أفقياً؟
من هدّم
تراثنا،
وذاكرتنا
المعماريّة؟
البدوي
وغمبازه أم "قانون
التسوية"
اللبناني
المختل، الذي
ليس سوى قانون
ضد القانون؟..
هذا كله، ولا من
يُقاوم إلا
بعض العذارى
في الجمعيّات
ورصف من
الكلمات في
بعض المقالات.
كفى. تتفاجأون
وتشهقون
وتندّدون
وتطالبون
برفع الغطاء.
وفوق كلّ
زاروب غطاء،
وفوق كلّ حيٍّ
غطاء وفوق كلّ
منطقة ألف
غطاء وغطاء.
استحوا
وعودوا إلى
قصوركم
وجزركم ، تلك التي
تحاصرها
أحزمة
الباطون
البائسة حيث
يُعشش شعب
برسم
الشهادة،
يلجأ إليها كالفئران
بحثاً عن فتات
جبنكم.
أنتم كلكم
بدوي باب
إدريس.
والتعديات
الفاجرات كالشاهقات
العاهرات...
وهذا الصوف من
هذا الخروف.
قال مرقد
عنزة... قال!
فيليب
سكاف
(skaff.philippe@gmail.com)