ولادة وأمومة في مستشفى بيت شباب
منذ تأسيسه عام 1949، كان المعهد اللبناني في بيت شباب منهلاً لطلاب العلم من جميع انحاء لبنان ودنيا الاغتراب بمختلف اديانهم، فعرف شهرة واسعة بين المدارس والمعاهد التربوية. لكن الحرب فعلت فعلها في المعهد كما في لبنان كله، مخلفة اعاقات جسدية بين ابناء فئة من الشعب استحال عليها ايجاد مأوى تلجأ اليه او مؤسسة ترأف بها. حيال هذا الموقف، قررت الرهبنة اللبنانية المارونية عام 1976 الغاء المعهد، الذي كان احد اهم مدارسها، وتحويله الى معهد استشفاء لاستقبال من اصبحوا في عداد المعوقين، فتحول مستشفى بيت شباب.
وقال رئيس المستشفى الاب بديع الحاج لـ"النهار" إن "المنطقة كانت تضم في السابق مستشفيات للتوليد لكنها توقفت لاحقاً لانها لا تضم غرف عناية فائقة للاطفال، مما ولّد ازمة كبيرة، وحملنا على التفكير في انشاء قسم للتوليد يضم غرف عناية فائقة للاطفال تسد حاجة منطقتنا".
وبالفعل افتتح مستشفى بيت شباب امس قسمي الامومة والتوليد برعاية وزير الصحة محمد جواد خليفة ممثلاً بالدكتور بهيج عربيد، في حضور الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي الياس خليفة والاباتي اثناسيوس جلخ، ومموّل المشروع القنصل سامي القاموع، والعقيد اتيان مطر ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي والسيد بيار جلخ ممثلاً الرئيس امين الجميل والسفير الاميركي السابق فنسنت باتل، وجمع من ممثلي الهيئات الاهلية والامنية والروحية واطباء وممرضين.
بداية رافق الحاج الحضور في جولة داخل القسم، ثم ألقيت كلمات الافتتاح، واستهلها الحاج موضحاً انه بعد انتهاء اعمال المجمع العام للرهبانية اللبنانية المارونية عام 2007 حصل على تشجيع من الرئاسة العامة في الرهبانية لمباشرة اعداد دراسة لانشاء قسمي التوليد والامومة، فجهزت الدراسة وبقي التمويل". لكن "العناية الالهية" هدت خطى القنصل سامي القاموع "ابن بلدة بيت شباب وصاحب القلب الكبير والمحب لعمل الخير" لتمويل المشروع. وطالب الحاج وزارة الصحة بأن "تعطي اولوية لمستشفيات القرى والارياف التي تعتبر مهمة جداً للمناطق، اذ تساهم في تخفيف زحمة السير عن المدن الكبرى وتخلق فرص عمل للشباب المتخصص وغير المتخصص. وقد طلبنا زيادة السقف المالي لمستشفى بيت شباب للفئة الاولى اي الاستشفاء، والثانية اي الاقامة الطويلة واعادة التأهيل".
وألقت السيدة شاديا قاموع كلمة زوجها، قالت: "ها انا اليوم محاطة بهذا الجمع الكريم لافتتاح الجناح الاول والثاني يتبع. اتمنى من كل قلبي ان يكونا عربون محبة صادقة ومخلصة من اخي الحبيب انطوان ومني".
ثم كانت كلمة لعربيد اشار فيها الى ان "الواقع الصحي الذي نعيش يمثل العديد من التناقضات والثغر، ونحن نعمل على التخفيف منها او الغائها. مثلاً ان حجم الانفاق على الصحة هو الاعلى في المنطقة ويصل الى 10% من الدخل الوطني، وهو ايضاً من الاعلى في العالم في مقابل مؤشرات صحية لا تزال متواضعة وهي اقرب الى الدول النامية". واضاف: "في موضوع الولادات لا يزال مؤشر الوفيات للسيدات الحوامل وخلال الولادة مرتفعاً جداً، وتتحدث منظمة الصحة العالمية عن 150 وفاة لكل 100,000 ولادة ونحن اعتمدنا كمؤشر 86 وفاة لكل 100,000 وهو رقم مرتفع جداً قياساً على بعض دول المنطقة. وتتناقض هذه الارقام مع واقعنا الصحي، ففي لبنان اكثر من 1000 طبيب نسائي و96 في المئة من الولادات تحدث في المستشفيات، ويغطى القسم الاكبر منها بواسطة التأمينات المختلفة ووزارة الصحة.
والختام كوكتيل.
باسكال عازار